يريدون أن يتحول الإنسان إلى "سايبورغ"... هذه عولمتهم
نظم بيت الأزياء الإيطالي "غوتشي" عرض "سايبورغ" غريب في أسبوع الموضة في ميلانو. حيث أرسل المخرج المبدع " أليساندرو ميشيل" العارضات إلى مسرح العرض مستبدلاً رؤوسهن برؤوس أخرى غريبة، فقد وضعوا رؤوس تنانين وثعابين وقرون. بدا مسرح العرض وكأنه غرفة عمليات تلد مخلوقات جديدة.
يشجع "أليساندرو ميشيل" مفهوم "سايبورغ" وأرسله كرسالة نسائية.
وقال "ميشيل"، عرض "السايبورغ" الخاص بغوتشي هو عن مخلوقات ما بعد الإنسان: لديها عيون على رؤوسها، قرون مثل "فون" ومتعددة الرؤوس. هو مخلوق بيولوجي غير محدد علمياً. ويعتبر العلامة الأخيرة والمتطرفة للتحول المستمر.
وتشير هذه المجموعة إلى أن هذا المخلوق الهجين يمكنه التغلب على الثنائية والانقسام في الهوية. وفي الواقع إن مخلوق "السايبورغ" هو مخلوق متناقض يجمع بين الطبيعة والثقافة، المذكر والمؤنث، الطبيعي والغريب، النفس والمادة.
وترفض "دونا هاراواي" كاتبة مقال " بيان سايبورغ" أي حدود بين الإنسان والحيوان والإنسان والآلة. فكتبت: " لا يحلم السايبورغ بمجتمع يقوم على نموذج الأسرة العضوية".
وينتقد بيان سايبورغ ما يسمى بالنسوية التقليدية. فتستخدم "هاراواي" تعبير "سايبورغ" لتشجيع النساء على تجاوز الجنس التقليدي النسوي.
ويبدو أن دار الأزياء الإيطالي "غوتشي" يدعم فكرتها تماماً ويذهب إلى أبعد من ذلك معها. فعارضات ميشيل لا يظهر جنس محدد لها، وهو يحمل فكرة أنه لن يكون هناك رجال ونساء تقليديون. فإن عارضاته يلبسن أزياء رجالية والعكس صحيح.
رسالة "غوتشي" هي أن كل واحد منا ليس طبيعياً بل تم خلقه مثل السايبورغ، ويمكننا تغيره وإعادة بناؤه. وهذا يعني أنه يمكن للمرأة أن تقرر ما تريد أن تكون. ويقترح غوتشي أن يكون الإنسان مخلوقاً زاحفاً مع رؤوس مزدوجة وعين ثالثة وينسى الجنس.
نرى اليوم أن بيوت الأزياء الكبيرة تشجع النساء أكثر وأكثر على نسيان طبيعتها وأن تصبح محايدة وغير عاطفية. والسؤال هو: هل إذا ارتدت النساء ملابس تخفي طبيعتهن فهل سيصبحن أكثر سعادة؟ إنه سؤال بالغ الأهمية. من الصعب عدم الاعتراف بأن بقاءك مجرد شخص دون جنس محدد هو أمر صعب جداً.