"علاقة حب مع الروبوت".. الروبوتات يمكن أن تدمر العلاقات الإنسانية
ما هي المخاطر التي تنتظرنا مع تطور التكنولوجيا في الصناعة الجنسية؟
أصبحت مسألة العلاقات الجنسية بين البشر والروبوتات تزداد أهمية كل عام، مما تسبب في الكثير من الجدل والنقاشات. تستمر الروبوتات الجنسية في التطور والتحسن ودخول الأسواق العالمية. ولذلك فهناك طلب على هذا النوع من التكنولوجيا. ويمكن للروبوتات في الواقع جذب الانتباه نظراً لأنها دائماً على استعداد لتلبية رغبات المستخدم، فهي لا تتعب، لا تغفو، ولا تشكو من أي شيء، ويمكن أن تبدو بالشكل الذي تريده.
مؤيدو الروبوتات الجنسية يعتقدون أن هذه الآلات يمكن أن تصبح أداة قيمة للأشخاص الذين يحتاجون القرب الجسدي ولم يكن لديهم الفرصة للحصول عليه من قبل أي شخص. فيمكن لهذه التكنولوجيا أن تحسن حياة المعوقين، وأولئك الذين هم في رحلات طويلة، المقاتلين في الحرب، رواد الفضاء والمساجين وغيرهم.
ويعتقد الخبراء أن الروبوتات الجنسية ستسبب نفس الآفات الاجتماعية التي تسببها الدعارة والإباحية، ويمكن أن تؤثر على معدلات المواليد وتلغي العلاقات الجنسية بين الناس.
الروبوتات، الجنس، والحب
عُقد في الآونة الأخيرة مؤتمر في لندن بهدف الإجابة عن بعض الأسئلة: هل يمكن أن يكون هناك حب وجنس بين البشر والروبوتات؟
كان من المقرر في البداية أن يُقام هذا الحدث في جامعة "غولدسميث"، ولكن بسبب تهديدات من متطرفين إسلاميين تم نقله إلى مكان سري.
كان من بين الأمور التي نوقشت هي مسائل الأخلاق في العلاقة الجنسية بين الروبوتات الذكية الاصطناعية والبشر. ويدّعي علماء بريطانيون أنه في المستقبل القريب، سيصبح الحب والعلاقات الجنسية بين الناس والروبوتات أمراً عادياً.
أكد الدكتور "ديفيد ليفي" مؤلف كتاب "الحب والجنس مع الروبوتات" أن الروبوتات يمكن أن تلعب دوراً هاماً في المجتمع قائلاً: " هناك الملايين من الناس في العالم الذين لسبب أو لآخر ليس لديهم حب في حياتهم أو لا يحبهم أحد. فهناك فراغ كبير في حياتهم، ويمكن ملئ هذا الفراغ من قبل الروبوتات الجنسية، التي جعلت الناس الذين يعيشون بوحدة كبيرة، أكثر سعادة في حياتهم ".
ويعتقد الدكتور "ليفي" أيضاً أنه خلال السنوات المئة المقبلة سيصل التقدم في الذكاء الصناعي وعلم الوراثة في مجال الروبوتات إلى مستوى عالٍ جداً. فسيتمكن الناس والروبوتات من إنجاب الأطفال. ويستمد الدكتور "ليفي" تنبؤاته من الأبحاث والدراسات الحديثة التي أجرتها جامعة ولاية أوهايو، حيث طوّر العلماء رقاقة تعتمد على تكنولوجيا النانو يمكنها حقن الشيفرات الوراثية في خلايا الجلد بنجاح.
استخدام الألعاب لتلبية الرغبات الشاذة
ويعتقد البعض أنه إذا كانت الروبوتات يمكن أن تحل محل العلاقات والمشاعر بين الناس، لماذا لا نستخدمها من أجل إطفاء الولع الجنسي بالأطفال عند بعض الوحوش البشرية. ليس من أجل الإمساك بهؤلاء الوحوش ومعاقبتهم، بل من أجل تلبية احتياجاتهم الجنسية.
ماذا بعد؟
تعتقد في الوقت نفسه " كاثلين ريتشاردسون "، وهي أستاذة في أخلاقيات الروبوتات في جامعة " دي مونتفورت " أن استخدام الروبوتات الجنسية سيؤد إلى القلق، لأنه سيدمر العلاقات الإنسانية ويؤدي إلى نهاية المجتمع. وتعتقد أيضاً أن العلاقات الجنسية بين الناس والروبوتات يمكن أن تدمر العلاقات الإنسانية وتؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.