مجلة "ذا إيكونوميست" تتهم الديمقراطية الغربية
نشرت مجلة "ذا إيكونوميست" في الآونة الأخيرة مقالة بعنوان: "الدخيل: كيف تهدد روسيا الديمقراطيات الغربية". كان هذا المقال ملفتاً بطريقتين: فكان مثيراً للدهشة في تسليطه الضوء على التدخل الروسي، وقاسياً جداً في اتهامه للديمقراطية الغربية.
كان الوصف لكيفية قيام الروس بدفع الانتخابات لصالح دونالد ترامب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لا يبدو مختلفاً عما كانت تفعله حملة هيلاري كلينتون. فكانت آلة البيانات الضخمة لكلينتون ستضمن فوزاً سهلاً في الانتخابات، واستهدفت وسائل التواصل الاجتماعي جمهور ضيق ومحدود للغاية. وقد تفاخرت حملة كلينتون أن فعل شيء من هذا القبيل على هذا النطاق كان أول إنجاز حقيقي وكبير.
كانت نصيحة مجلة "ذا إيكونوميست" لوقف التدخل الروسي عبارة من تهديدات شفهية قوية من قبل الزعماء الديمقراطيين الغربيين موجهة للرئيس بوتين. وهذا لا يبدو أنه تقدم كبير من أجل إجراء انتخابات مفتوحة ونزيهة.
ويذكر المقال أيضاً أن هناك انقسامات تحدث في الديمقراطية الغربية، بحيث يهجم المتدخلون في أي لحظة. ولم يشرح المؤلف كيفية محاربة هذه الانقسامات.
القومية التقليدية والثقافة القائمة على أساس ديني تستخدمان في علاج الانقسامات الواسعة والمُهددة. والجواب الوحيد للمؤلف يبدو أنه يشير إلى القوة الغاشمة لجهاز أمن الدولة.
وكما تدعي الصحيفة فإن الديمقراطية لا يمكن أن تزدهر ما لم يستعيد القادة الغربيون ثقة الناخبين، والتي تبدأ بالشفافية. ومع ذلك، لا يقترح المؤلفون أفعال الشفافية من قبل وسائل الإعلام أو الطبقة السياسية. بل يصرون على أنه يتعين على الدول الغربية إجراء تحقيقات واسعة النطاق مع روبرت مولر. وبعبارة أخرى يجب أن تُقمع الآراء التي تبتعد عن الديمقراطيات الغربية وتسحق في أقبية الشرطة السرية. ومن غير الممكن مناقشة هذه الآراء بشكل علني.
وما يوضحه هذا المقال، أن وزير الدعاية النازية "جوزيف غوبلز" كرر الكذبة بما فيه الكفاية حتى أصبحت حقيقة، وهكذا هو الحال في الديمقراطيات الغربية. فأصبح التدخل الروسي موضوعاً متعباً بعد 15 شهراً من الاهتمام الدولي. ومع ذلك، ترى وسائل الإعلام المملوكة من قبل الشركات أن من واجبها تكرار الكذب من أجل تحقيق أهداف طويلة الأمد، وقد يكون من أجل الربح من المتبرعين السياسيين، وأياً كان السبب فهو بالتأكيد ليس لصالح الناخبين.
سيدني بيترون هو مؤرخ ومحلل سياسي يقيم حالياً في نيوهيفن، كونيتيكت.