كاتب يتحدث عن التحالف بين الوهابية والغرب الليبيرالي

30.11.2017

 مقابلة أجراها كلاوديو موتي مع كاتيخون

سيد موتي نريد أن نناقش معك ظاهرة الإسلام السياسي والنشاط من حولها. هل يمكنك أن تعطينا تعريفاً واضحاً لهذه الظاهرة. 

صاغ المستشرق الفرنسي أوليفر روي مصطلح "الإسلام السياسي" في كتابه (فشل الإسلام السياسي)، بينما سماه جيل كيبيل وهو مستشرق فرنسي آخر "الإسلاموية" أو "الإسلام المتطرف". 
وإن الإسلام السياسي والإسلاموية والإسلام المتطرف، بالإضافة إلى الإسلام الأصولي والإسلام التكاملي، كلها اتجاهات حديثة نشأت من قبل الإصلاحيين الإسلاميين، ويعتبرها دعاة الإسلام التقليدي انحرافاً. ومع ذلك فإن اللغة السياسية الغربية غالباً ما تستخدم هذه المصطلحات على نطاق واسع وغير صحيح.

كيف يتجلى في الاتحاد الأوروبي والشرق الأدنى، وما الشيء المختلف في هذه الحركة؟
ظهر الإسلام السياسي نتيجة الحركات الوهابية والسلفية. تستمد الوهابية اسمها من محمد عبد الوهاب الذي عاش في شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر. وكان جمال الدين الأفغاني السلف الإيديولوجي للسلفية، والذي أسس في عام 1883 مجتمع السلفية. ويُعتبر الوريث الرئيسي لهذه المدارس الفكرية هي حركة الإخوان المسلمين، التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928. وتمثل حركة الإخوان المسلمين في الوقت الحاضر البديل العملي والواقعي والسياسي لكل المجموعة التي نشأت منها إيديولوجية الوهابية السلفية. ولذلك فإن مسمى السلفيين يُطلق عادةً على الحركات والجماعات المتطرفة، والتي هي أقل قبولاً للتنازلات وتمارس أنشطة إرهابية.

الإسلام السياسي باعتباره وجهة نظر متطرفة تستخدم مع العنف: كيف يندمج الإسلام مع والدولة والجهات السياسية المعاصرة؟

تذكر أن العميل الإنكليزي جون فيلبي، كان المستشار الرئيسي للملك ابن سعود، الذي استولى على وصاية الأماكن المقدسة وجعل من الوهابية الإيديولوجية الرسمية للمملكة العربية السعودية. وتُعتبر المملكة الوهابية الحليف التاريخي للإمبرياليين الأمريكان، ومولت بسخاء الجماعات الإسلامية ودعمتها. ووجدت هذه المجموعات قائد وهابي آخر وهو أمير قطر. فيحاول آل ثاني تبني دور القائد في العالم العربي، وأصبحت قطر المنافس الرئيسي للمملكة العربية السعودية في التحالف الموالي لأمريكا.

هل يمكن تنظيم تحالف بين الجماعات الإسلامية المتطرفة والدول؟ 

ليست المملكة العربية السعودية هي المثال الوحيد فحسب، بل شاركت الولايات المتحدة أيضاً في عمليات سرية. 
كتب صامويل هنتنجتون أن المشكلة الحقيقية للولايات المتحدة ليس الإسلام المتعصب، بل الإسلام بحد ذاته. وإذا كان الإسلام هو العدو الاستراتيجي للولايات المتحدة، فإن الإسلام المتعصب يمكن أن يكون حليف تكتيكي. وطُبقت هذه النظرية بالفعل في أفغانستان والبلقان وليبيا وسوريا. أما بالنسبة لوزارة الخارجية الأمريكية، فيمكنك أن تقرأ عنها في السيرة الذاتية لعبد الواحد بالافيسيني، فقد نظمت دورات للقادة المسلمين في معهد سياسات الهجرة في واشنطن، والغرض من هذه الدورات خلق قادة مسلمين بإعداد من أمريكا. 

 ما هو تحليلك للاضطرابات الاجتماعية والحركات الإسلامية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا؟ 

إن أفكار العدالة في العالم الإسلامي هي قرآنية. وبما أن الإسلام لا يتفق مع الرأسمالية فإن الليبراليين بحاجة إلى "الإسلام المعدّل". إن منفذي هذا المشروع هم الحركات الوهابية وكل من يريد تغيرات ديمقراطية في العالم الإسلامي. والراعي الرسمي لهذا المشروع هو الخليج العربي، فسيقوم بإنشاء بنك للتنمية في الشرق الأوسط سيقوم بإقراض الدول العربية وزيادة ديونها. وطلب الإخوان المسلمون في مصر قرضاً من صندوق النقد الدولي بقيمة 3.2 مليار دولار.

بمناسبة الحديث عن الإسلام التقليدي، من التعاليم الصوفية إلى المجتمع الشيعي، في إيران والعراق ولبنان وما إلى ذلك. هل هو ترياق للإسلام ما بعد الحداثة؟ 

في شبه الجزيرة العربية وتركيا، حظر الوهابيون التعاليم الصوفية. وقام السلفيون في ليبيا وتونس ومالي بتدمير أماكن العبادة التقليدية والمكتبات الإسلامية. وتتعرض المجتمعات الشيعية للاضطهاد من قبل الأنظمة الوهابية كما في البحرين. تهاجم هذه الجماعات والحكومات المبتدعة، الإسلام التقليدي بكل أشكاله، السنة والشيعة بلا مبالاة، باعتبارهم العقبة الأكبر أمام عملهم التخريبي.

ماذا عن إسرائيل؟ تتوقع المخابرات الوطنية الأمريكية أن إسرائيل لن تكون موجودة في الثلاثين عاماً القادمة. هل هناك تهديد حقيقي لها من قبل الإسلام أم أن الولايات المتحدة سوف تعيد ترتيب العلاقات مع هذه الدول باعتبارها نقطة حرجة في المنطقة الهامة؟ 

تريد الاستراتيجية الطموحة التي افتتحها أوباما بخطابه في القاهرة، توسيع الهيمنة الأمريكية على العالم العربي والشرق الأوسط بموافقة عربية. فلذلك لابد من جمع القوى الإقليمية في جبهة كبيرة ضد إيران التي تعتبر العدو الرئيسي في تلك المنطقة، وبالتالي يجب على الدول العربية أن تتعاون مع النظام الصهيوني. ويجب على المتشددين أن يتعهدوا بدعم النظام الصهيوني.

ما هو التكهن الخاص بك في المستقبل القريب حول حركة الإسلام السياسي؟

إن الإسلام السياسي يعتمد بشكل كبير على الأنظمة الوهابية المتحالفة مع الولايات المتحدة. لذلك يمكننا أن نتوقع أن "الإسلام السياسي" سيتم استخدامه وفقاً للمتطلبات الاستراتيجية للولايات المتحدة. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، تعلمنا أن الذكاء الأمريكي والإسرائيلي خبير في التلاعب بالمجموعات المتطرفة، وبالتالي ليس من المستبعد أن تكون الجماعات السلفية قد بدأت العمل من أجل ابتزاز الحكومات الأوروبية.