السعودية وقطر و.. مفاجآت الصفقة
ان نضع رؤوسنا، كل رؤوسنا، في سلة ذلك الرجل الذي تصفه حتى الصحف الكبرى بالشخصية المسطحة، الفارغة، التي تدير الامبراطورية بأصابع من يدير... بنات الهوى!
بعض الكتاب العرب يحاولون اقناعنا بأنه ابدل الغانيات بالجنرالات. السيقان الفاتنة بالاحذية (والادمغة) الثقيلة. ولكن الم تصل الشبهات الى عقر داره حين يوضع صهره، زوج العزيزة ايفانكا (العزيزة على قلب العرب)، قيد التحقيق في التعامل مع روسيا.
الشخصية المسطحة شخصية عائمة، ومصابة بالبارانويا. «دير شبيغل» الالمانية، وذات الصدقية العالية هي من كتبت انه خلال لقاء دونالد ترامب مع رئيس المفوضية الاوروبية جان - كلود يونكر ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك وصف الالمان بانهم «سيئون، سيئون جداً».
السبب «انظروا الى ملايين السيارات التي يبيعونها في الولايات المتحدة. هذا مريع وسوف نوقف هذا الامر». هذا كلام الامبراطور لا كلام شايلوك في «تاجر البندقية».
حقاً، اي رجل ذاك الذي وضعنا كل رؤوسنا، وكل اموالنا، في سلته؟
ان في علاقاتنا مع بعضنا البعض، او في علاقاتنا مع الآخر، لم نستطع الانتقال من ثقافة القبيلة الى ثقافة الدولة. لاحظوا اي علاقة بين السعودية وقطر، وبين الجزائر والمغرب، وبين مصر والسودان. اين ايران في هذه الغرنيكا العربية، الفضيحة العربية، التي تمتد الى حرب البسوس؟ حقاً ان قايين وهابيل كان ينطقان بالعربية الفصحى؟
القطريون يتهمون السعوديين بأنهم هم من اوغروا صدر الرئيس الاميركي ضدهم. اقنعوه بأن كل ما يقال من ان العقيدة الوهابية تنتج الايديولوجيات المجنونة، واللحى المجنونة، ضرب من الهراء.
وجهوا الاصابع الى الدوحة بأنهم اذا تحتضن «الاخوان المسلمين» انما تحتضن الشياطين. الدليل، انظروا ان مكتب حركة «طالبان» قائم و «مشغال» في الدوحة. وتابعوا حوارات وبرامج، ونشرات اخبار، قناة الجزيرة لتلاحظوا ما هو الدور القطري في تفجير الارهاب.
هذا دون ان ينسى السعوديون تقديم مستندات ووثائق الى الاميركيين حول «العلاقات الاستخباراتية والاستراتيجية» بين قطر وايران.
بادئ بدء، هل تنظر واشنطن الينا اكثر من كوننا دمى ناطقة، ومن كوننا دجاجاً يبيض الذهب؟
يا جماعة الاميركيون شركاء في انتاج «القاعدة» لقتال السوفيات في افغانستان، وكان اسامة بن لادن رجلهم الذهبي، وهم من صنعوا «طالبان» لحماية انبوب الغاز في الشمال الافغاني. ايضاً هم من ساهم في اطلاق تنظيم الدولة الاسلامية لاحكام سيطرتهم على المنطقة.
ثم (ونحن الدمى)، هل كانت اميركا غافلة عن كل ما تقوم به قطر، وعن مآل الاموال التي تدفعها قطر، فلماذا تحركت الآن، وتحركت اجهزة استخباراتها ومؤسساتها الاعلامية، ضد هذه الدولة التي نبهها الروس الى انها تجازف ببقائها حين تضطلع بادوار اقليمية اكبر من حجمها بكثير؟
ما جرى في الرياض كرّس الزعامة السعودية في منطقة الخليج. حتماً خليجيون، وان كرهوا ايران مذهبيا او سياسياً، يريدون التفاهم معها لا الصراع الذي لن يفضي سوى الى زعزعة الاوضاع وربما تفجيرها، ولكن ما العمل حين يقول «الاخوان السعوديون» برقصة السيف وباستراتيجية السيف؟
ما هو اخطر بكثير المعلومات التي وردت الى الدوحة ومؤداها ان صفقة جرت مع دونالد ترامب حول الغاء الدولة في قطر والحاقها بالسعودية، على ان تكون كل خيراتها في قبضة الولايات المتحدة.
مفاجآت اخرى في صفقة النصف تريليون دولار.....!