قمة الكوليرا !!!
كلنا مصابون بالكوليرا. الزمن العربي مصاب بالكوليرا منذ الف عام واكثر. نحن اصحاب العيون الصفراء، الاسنان الصفراء، الافكار الصفراء.
نحن الذين يفترض ان نكون مع ايران والا وصفنا بالهرطقة او بالزندقة وما شاكل، او ان نكون مع السعودية والا فاننا معادون للعروبة التي، في نظرنا وفي نظر العالم، لم تعد تصلح حتى علفاً للدجاج.
عسانا نرفع الصوت في وجه ذلك الصراع العبثي الذي يقتل اهل سوريا، واهل العراق، واهل اليمن، من اجل العمائم هنا ومن اجل العباءات هناك، كما لو ان الايرانيين يعملون لحسابنا لا لحساب مصالحهم الجيوسياسية، وكما لو ان السعوديين لا يتوجسون من جدلية القرن، فيرفعون الشعارات الفضفاضة والتي لا معنى لها سوى ان يقتل العرب العرب.
العرب الذين لم يرف لهم جفن من اجل اطفال اليمن الذين تأكلهم الكوليرا. الفيلسوف الفرنسي (اليهودي) آلان فينكلكروت ملأ الشاشات بالصراخ لان شظية خدشت طفلاً اسرائيلياً في عسقلان.
ما يتبين من الادبيات السعودية كما من الادبيات الايرانية ان الصراع بين الرياض وطهران ابدي. كل تقنيات الغيب تستخدم في المواجهة. وفي النتيجة، العرب وحدهم هم الذين يموتون، وتموت ارزاقهم، وتموت مدنهم وقراهم.
لكننا اعددنا العدة (ورباط الخيل) من اجل قمة تجمع دونالد ترامب مع بعض القادة العرب والمسلمين (الماريشال عمر حسن البشير وعصاه سيشاركان). من يكتبون عن القمة يصفونها بالتاريخية، في حين ان صحفاً مثل «النيويورك تايمز» و «الواشنطن بوست» تنعت الرجل بالسطحية وبالنفاق وبالغباء.
حتما لن يبقى ترامب في البيت الابيض. التعليقات في الصحف الكبرى تسأل ما اذا كان من المعقول ان يحكم الامبراطورية رجل من طراز كازانوفا، او من طراز دونكيشوت. ديفيد اغناثيوس قال «هذه امبراطورية وليست كازينو ايها السيد الرئيس».
لا احد سوى العرب معه. فقط لانه يستنزف عظامهم. اذا بقي قد يعيدهم الى العصر الحجري.
ومثلما اهل اليمن وقود للصراع، اهل العراق ايضاً. اهل سوريا اكثر فأكثر. واشنطن كشفت الآن عن تقرير وضع منذ عامين حول ما وصف بـ «محرقة صيدنايا»، والمنظمات الدولية تذكرت الآن ان الجيش السوري استخدم غاز الخردل في مدينة حلب.
لماذا يفترض ان نكون اغبياء، وضحايا، الى هذا الحد؟ دونالد ترامب اخترع، بالتنسيق مع دول معروفة، قصة القنبلة الكيمائية في خان شيخون، واطلق التوما هوك فقط ليقطع الطريق على فضائح مستشاره للامن القومي مايك فلين قبل ان تدق باب المكتب البيضاوي.
الآن محرقة صيدنايا. وعشية قمة الرياض، قد تسبقها او تعقبها، ضربة اخرى لسوريا. الرئيس الاميركي في مأزق خطير. ما يستشف من تعليقات «الوشنطن بوست» و«النيويورك تايمز» ان الرجل الآتي من عالم بنات الهوى يعرّض الامن الاستراتيجي للولايات المتحدة لمخاطر هائلة.
رئيس تحت كل الشبهات. عبثاً يحاول ان يظهر بمظهر امرأة القيصر بعدما اتهم بأنه رجل القيصر (فلاديمير بوتين) في البيت الابيض.
القصة هنا انه اختار سوريا، الغارقة في عذاباتها، من اجل ابعاد اصابع، بل اظافر، الاتهام حول عدم اهليته لادارة امبراطورية هي من تتولى ادارة الكرة الارضية.
دونالد ترامب الذي يشكك كبار الاميركيين بأهليته هو رهاننا. هو قائدنا الآن. بعقلية تاجر البندقية، او بعقلية المرتزق، يوظف جثث العرب، وبطلب من العرب، لتغطية فضائحه.
ورقة التوت اوشكت ان تقع