جميل: الوجود الأمريكي سينتهي في سوريا...
وصف نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق، وأحد كبار قادة حزب الإرادة الشعبية والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، "قدري جميل" كيفية سير المفاوضات الحالية بشأن التسوية في سوريا في إطار أستانا.
سؤال: إدلب هي واحدة من أهم المشاكل الحالية في سوريا. هل تعتقد أن المعارضة والحكومة سيتمكنان من الاتفاق مع روسيا وتركيا؟ أم هل سنرى معارك، كما حدث في حلب؟
جميل: أعتقد أن المصالح المتبادلة بين روسيا وتركيا أكبر من إدلب وسوريا. لذلك، سوف يبني كلا الجانبين موقفه على الوضع الحالي من أجل إيجاد طرق للخروج من الأزمة.
سؤال 2: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قمة (حول سوريا) في أيلول، حيث سيتم دعوة ممثلين عن فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا. ماذا تتوقع من هذا الاجتماع؟
جميل: يجب أن تحل هذه القمة قضية انسحاب المنظمات الإرهابية من إدلب أو تدميرها. وعودة جميع اللاجئين السوريين في إدلب إلى ديارهم. يجب ألا يتدخل الأوروبيون، ولكن يجب أن يساعدوا في عودة السوريين إلى الوطن، بغض النظر عن المرحلة التي تكون فيها عملية التسوية السياسية. هذان سؤالان متوازيان ينبغي أن يرافقانها.
سؤال 3: سيد جميل، كنت أحد المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. منذ ذلك الحين، هل ترى تقدماً في عملية التفاوض؟
جميل: التقدم الأهم هو أن الحكومة السورية اعترفت بالحاجة إلى الإصلاح الدستوري، رغم أن لها تفسيرها الخاص. إنها لا تسعى إلى إجراء تغييرات في القانون الأساسي، ولكن بعض تعديلاتها. لكن هذه مشكلة اللجنة الدستورية عندما تجتمع. الآن من السابق لأوانه بعض الشيء مناقشة هذا الأمر. الإصلاح مفهوم واسع. عندما نبدأ عملية التفاوض، سنناقش هذه المسألة. هذا في المقام الأول.
بالإضافة لذلك، بعد تأخير دام شهرين، نقلت الحكومة السورية قائمة المرشحين إلى اللجنة الدستورية. هذا جيد، حتى لو تجاوزت المعارضة. الآن كل الشروط موجودة لخلق هذه الهيئة. نحن بحاجة إلى صياغة اللوائح وبدء العمل. إن إنشاء اللجنة الدستورية يعني تغييرات عميقة في البنية السياسية لسورية.
سؤال 4: إن وجود الأمريكيين في سوريا هو واحد من أهم العقبات أمام استعادة وحدة أراضي البلاد. هل تعتقد أن الأمريكيين سيبقون هناك لفترة طويلة؟
جميل: وفقاً للأميركيين أنفسهم، لن يستمر وجودهم طويلاً. إنهم يخبرون حلفاءهم علانية أنهم سيغادرون قريباً. كما أفهم الوضع، فإن الضرورة الموضوعية تجبرهم على الرحيل، لأن أمريكا اليوم ليست أمريكا في زمن أفغانستان أو فيتنام، والآن ظروف أخرى، وفي أوقات أخرى. يجب أن نفهم هذا.
سؤال 5: آراء جماعات المعارضة في موسكو والقاهرة ومنابر أخرى، تتزامن مع مسألة استقلال الأكراد في سوريا؟ هل من الممكن حل هذه المشكلة بشكل مشترك؟
جميل: في الآونة الأخيرة، حدث تحول في موقف الأكراد. لم تعد مسألة الفيدرالية أو تقرير المصير أو الحكم الذاتي مطروحة، بل إنها تثير فقط مسألة اللامركزية. هذا، كما أعتقد، مسألة موضوعية يجب طرحها عند صياغة دستور سوريا. لذلك، فإن الأكراد لديهم تحول إيجابي فيما يتعلق بهذا الموضوع. هذا التحول يجعل مواقفنا أقرب.