فيسبوك... آبل وغوغل ضد حرية التعبير وضد محاربي العولمة
قيد موقعا فيسبوك ويوتيوب نشر الصحفي والمقدم التلفزيوني الأمريكي الشهير "أليكس جونز" المناهض للعولمة، والمؤيد للتقليدية والوطنية.
استخدمت الولايات المتحدة منذ عقود حرية التعبير كأداة قوية لتعزيز مصالحها، جنباً إلى جنب مع الدولار والأسلحة. لكن اليوم أصبح من الواضح أن حرية التعبير هذه في عصر هيمنة الإنترنت أصبحت تشكل تهديداً لأمن الولايات المتحدة، أو بالأحرى عناصر معينة مسيطرة، وأنه سيكون من الجيد البدء في الحد من ذلك.
أصبح الصحفي والمقدم التلفزيوني "أليكس جونز" أول ضحية لمحاربة وسائل الإعلام البديلة التي تمكنت خلال السنتين الماضيتين من اختراق الحصار والنظام الأحادي القطبية الذي أنشأته وسائل الإعلام "السائدة"، مثل صحيفة "نيويورك تايمز"، واشنطن بوست و"سي إن بي إس".
التأثير المنسق
وجهت شركات الإنترنت العملاقة ضربة منسقة لموقع جونز المعروف باسم " إنفو وورز". فأعلنت أولاً شركة آبل أنها ستزيل كل ما يتعلق بهذا الموقع عن "آي تيونز" وباقي التطبيقات. بعد ذلك حجب موقعا فيسبوك ويوتيوب، التابعان لشركة غوغل، صفحات وقنوات هذا الصحفي.
حجج الشركات الأمريكية التي أعلنت الحرب على "أليكس جونز" هي نفسها. فيتهمونه بإثارة العنف وإهانة المهاجرين والمسلمين والأشخاص ذوي الميول الجنسية غير التقليدية.
ادعى مقدم العرض في أحد فيديوهاته أن المسلمين كانوا يستولون على أوروبا، في حين أنه في فيديو آخر شبه الشواذ جنسياً بعبدة الشيطان. ولعل الأهم من ذلك هو أن الجمهور تذكروا التفسيرات التآمرية للعمل الإرهابي في 11 سبتمبر وإطلاق النار في مدرسة ساندي هوك في عام 2012.
من الواضح أن هناك الكثير من المصادر البديلة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى صحافة منخفضة الجودة، لا تحمل أخبار مزيفة فحسب، بل أيضا هراء كامل بصراحة. ولكن بسبب الشعبية الكبيرة على يوتيوب، كان لديه 2.4 مليون مشترك. الرجل الذي يدعو إلى النضال ضد العولمة، يدعم الزعيم دونالد ترامب، مدافعاً عن القيم التقليدية والمسيحية وهو ضد الهجرة.
من جانبه، يوضح موقع "إنفو وورز" أن حجبه في الشبكات الاجتماعية مرتبط بالانتخابات النصفية المقبلة للكونغرس، والتي تحاول فيها أحدث تقنيات الإنترنت التدخل. لعب هذا الموقع، وفقاً لمؤسسيه، دوراً قيادياً في انتخاب ترامب. وصف جونز في أحد خطاباته، روبرت مولر، الذي يحقق في قضية تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، بأنه "شيطان سأهزمه بأي ثمن". وفي مادة أخرى، اتهم جونسون مولر بأنه يغطي على المتحرشين بالأطفال.
لذا، فإن الهجمات على جونز ليست ضربة للتعديل الأول للدستور الأميركي فحسب، بل أيضاً خطوة أخرى للحد من فرص ترامب وحزبه الجمهوري في الانتخابات النصفية.