المقاطعة عبر تويتر في أمريكا: عمل اجتماعي أم مضايقة فقط
نظراً لأنه لا يوجد شيء آخر مهم يحدث في العالم، فإن اهتمام وسائل الإعلام يركز بشدة على مستقبل مقدمة البرامج على شبكة فوكس نيوز "لورا انغرام". فقد اختفت الشخصية التلفزيونية والإذاعية الشعبية عن شاشة التلفزيون مؤخراً لقضاء عطلة مخطط لها مسبقاً.
وبدأت الفضيحة عندما غردت لورا عن "ديفيد هوغ"، الطالب من فلوريدا والذي تم صقله من قبل وسائل الإعلام ليصبح تعويذتهم الرابحة. نشرت لورا تقريراً حول كيفية رفض هوغ من أربع كليات. ونشر هوغ رداً على ذلك قائمة بالمعلنين عن البرنامج وحث الناشطين على الضغط عليهم لإسقاط برنامج لورا انغرام.
سحب الرعاة للبرنامج إعلاناتهم في غضون ثلاث أيام: إكسبيديا، هولو، آي بي إم، نستله، تريب أدفايزور. ووجد البائعون من وسائل الإعلام أنه من الصعب العثور على رعاة جدد.
لدى شركات وسائل الأعلام ثلاث أسباب للتركيز على هذه الدراما. أولاً: إنها اختبار للقوة التي تمارسها هذه الشركات على قاعدة المشاهدة الخاصة بها. فعلى مدى السنوات الخمس الماضية تراجع مشاهدو القنوات الإخبارية الثلاثة الكبرى بشكل كبير مع تحول الجمهور الأصغر سناً نحو مصادر الانترنت والهاتف المحمول. والشريحة الأكبر التي تميل إلى وسائل الإعلام هذه هي من كبار السن.
ما يشد شركات وسائل الإعلام نحو "ديفيد هوغ" هو أنه شاب ويستخدم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي. فإذا تمكن من جمع مجموعة واسعة من المتابعين بنجاح، فيمكن أن تتأكد هذه الشركات من أنه لا يزال لديهم السلطة والنفوذ على الرغم من خسائر المشاهدة. ويبدو أنهم يفعلون ذلك، فقد اختفت "لورا انغرام" في الوقت الحاضر.
السبب الثاني للفت الانتباه إلى هذه الفضيحة هو التهديد المحتمل الذي تشكله لهذه الشركات. فبعد كل شيء، إن لورا انغرام شخصية إعلامية، ويمكن استخدام هذا النظام الذي يُستخدم لشل وظيفتها ضد أي شخص آخر في وسائل الإعلام. وأشارت من جهتها "فوكس نيوز" إلى أنها تقف إلى جانب لورا ولن تلغي عرضها.
السبب الثالث هو تحديد فيما إذا كان هجوم وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر في الواقع على المدى الطويل على عائدات الراعي. ومن المؤكد أن الأيام القليلة الأولى من المقاطعة على تويتر يجب أن تكون مبهرة. لا يمكن الاستخفاف بعشرات أو حتى مئات الآلاف من التغريدات الغاضبة. لكن ماذا سيحدث بعد أسبوع؟
هل حقاً ستتوقف الزيارات لموقع "إكسبيديا"؟ هل سنرى منتجات "نستله" على الرفوف دون أي تغيير؟ أم أن المقاطعة على تويتر ليست أكثر من نوبة غضب مؤقتة لا تصل إلى رفوف المتاجر؟ كانت المقاطعات التقليدية للمستهلكين تهدف إلى الوصول إلى شركات قوية لا يمكن المساس بها. وكانت لدعم النقابات أو المطالبة بجودة المنتج، أو الممارسات التجارية الأخلاقية، أو العدالة الاجتماعية. ولكن هل هذا حقيقي في عالم يتدفق فيه الكره عبر البريد الإلكتروني من أجل تنظيم إضرابات جماهيرية طويلة الأمد؟ هذا هو السؤال الآن.