ذكرى قنبلة هيروشيما النووية غير المبررة واستسلام اليابان
كانت الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ قد انتهت لصالح الحلفاء قبل أشهر من وفاة فرانكلين روزفلت في 12 نيسان/ أبريل 1945.
وكان روزفلت قد رفض قبول العرض الياباني بالاستسلام. و كذلك فعل هاري ترومان عندما أصبح رئيساً للولايات المتحدة.
واستمرت الحرب لعدة أشهر دون أية ضرورة، وأصيب عدد لا يحصى من الضحايا، ولا سيما المدنيين اليابانيين – وخاصة بسبب القصف بالقنابل الذي تعرضت له العاصمة طوكيو في آذار / مارس 1945، وقد قدر عدد المصابين الناجم عن ذلك القصف بحوالي 000 100 مصاب، وأصبح أكثر من مليون شخص مشرداً وبدون مأوى.
وفي نفس الوقت تقريبا، تم قصف خمس مدن يابانية أخرى. مع العلم أن معظم الأبنية في اليابان كانت خشبية وتنهار بسرعة.
ولم تحقق تلك الهجمات التي يمكن اعتبارها جرائم حرب أية ميزة إستراتيجية. وفي شباط/ فبراير عام 1945، عرضت اليابان الاستسلام، و أرسل دوغلاس مكارثر ملخصا من 40 صفحة إلى روزفلت يتضمن شروطه للاستسلام.
ولم تكن شروط اليابانيين كثيرة. فقد أقروا بأنهم سيقبلون الاحتلال، وسيوقفون الأعمال العدائية، وسيسلمون أسلحتهم، ويزيلون جميع القوات من الأراضي التي تحتلها اليابان، وسيتقدمون إلى محاكمات الحرب الجنائية، وسيسمحون بتنظيم صناعاتهم. ولكن بالمقابل طالبوا بأن يحتفظ إمبراطور البلاد بصفته الشرفية فقط.
ورفض روزفلت العرض كما فعل ترومان. وجاء قصف هيروشيما وناغازاكي بالنووي في 6 و 9 آب/ أغسطس على التوالي.
وكانت هذه الجريمة بدون أي مبرر، حيث قتل مئات الآلاف من الناس، وأصيبت الأجيال التي تلت تلك الحقبة حتى يومنا هذا بعيوب خلقية وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة نتيجة التعرض للإشعاعات النووية.
ولم تكن تلك التفجيرات لكسب الحرب التى كان الحلفاء قد ربحوها قبل شهور. بل كان الهدف من هذه التفجيرات هو استعراض ما يمكن أن تكون عليه أميركا الجديدة (( وهو ما كان يعرفه قادة روسيا السوفياتية بالفعل )) وما يمكن أن يحدث إذا قررت واشنطن مهاجمة أحد في زمن الحرب.
ويعد التفجير النووي هذا جريمة دولية محظورة من قبل اتفاقية لاهاي الرابعة لعام 1907، ومن قبل مؤتمر جنيف الرابع لحماية المدنيين في زمن الحرب، ومحظورة من قبل مبادئ نورمبرغ التي تحظر "الجرائم المرتكبة ضد السلام وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية"، بما في ذلك "الأعمال اللا إنسانية المرتكبة ضد السكان المدنيين، قبل الحرب أو أثناءها ".
إن الذكرى ال 72 لتفجير قنبلة هيروشيما هي تذكير مشؤوم بأن ما حدث بعد ذلك يمكن أن يحدث مرة أخرى وبشكل كارثي أعظم من سابقه، بما في ذلك على أرض الولايات المتحدة.