لماذا تطور روسيا صاروخا نوويا جديدا قبل عام 2018؟
ستقدم روسيا في عام 2018 الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الجديدة "سارمات " ، والتي ستحل محل سابقتها فويفودا " RS-20V "
وصرح سيرجى شويغو وزير الدفاع الروسي أن الشركة المصنعة لصواريخ سارمات تعمل "تقريبا 24/7" لإنشاء الصواريخ الجديدة العابرة للقارات ..
وهذا يدل على أن تطوير سلاح رادع جديد يشكل خطوة إستراتيجية مهمة بالنسبة لروسيا.
ما هو السارمات ؟:
السارمات والذي يطلق عليه إسم " أر إس - 28 "، هو صاروخ ثقيل عابر للقارات بوزن إجمالي يقدر ب 100 طن و يقدر وزن الحمولة ب 10 طن. ومن المقرر أن تبدأ عمليات تسليم الصواريخ إلى القوات الإستراتيجية الروسية بعد عام 2020
لتحل السارمات محل صواريخ الفويفودا " أر – 20 في " والتي تعتبر أثقل وأصعب صواريخ إستراتيجية في العالم حيث يزن الصاروخ الواحد 211 طن و تزن حمولته 8,8 طن.
وصرح فيكتور ليتوفكن المحلل العسكري في وكالة تاس للإذاعة قائلا :
" لن تكون السارمات أخف وزنا من سابقتها فقط بل وستكون ذات مدى أبعد أيضا حيث أن صواريخ الشيطان يمكن إن تصل إلى مدى 11,000 كم في حين أن صواريخ السارمات ستكون قادرة على الطيران لمسافة 17,000 كم"..
وأضاف ليتوفكن أن سارمات لن تحمل 10 رؤوس حربية (ميرف) ذات المداخل المتعددة فقط وإنما ستكون قادرة على حمل 15 رأسا حربيا على الأقل وقدرة كل منها تتراوح بين 150 إلى 300 كيلو طن، وسيتم ترتيب هذه الرؤوس الحربية في ما يسمى ب "الكرمة"، ثم ستفصل كل منها وتستمر في هدفها الفردي وفقا لخوارزمية الرأس الحربي المبرمجة مسبقا..
وقال الجنرال المتقاعد فيكتور يسين القائد السابق لقوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية إن سرمات سيكون لها سرعة هائلة تفوق سرعة الصوت تصل لأكثر من 120 كم /ساعة وسوف تتزايد هذه السرعة بشكل منتظم مع استمرار إرتفاع الصاروخ وذلك لتجنب اعتراضها من قبل أي نظام مكافحة صواريخ .
وقال يسين: " لن يكون هناك أي نظام مضاد للصواريخ ( سواء كان موجودا أو قيد التنفيذ) قادرا على اعتراض سارمات إذ أن الصاروخ لن يهتم بما إذا كان هناك نظام من هذا القبيل أم لا.
وسيكون أول من يتلقى هذه الصواريخ في روسيا هي فرق القوات الصاروخية الإستراتيجية المتمركزة خارج كراسنويارسك (4,150 كم إلى الشرق من موسكو) وأورينبورغ (1,450 كم إلى الشرق من موسكو) .
كم ستمتلك روسيا من صواريخ السارمات؟ :
سيتم التخلي عن ما لا يقل عن 154 منصة من فويفودا ( إذ أنه قد تم بالفعل تدمير 154 منصة من الفويفودا كجزء من معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها) ، وأما بالنسبة للمنصات المتبقية فلن تستخدم كلها لإيواء السارمات إذ أن عدد هذه الصواريخ في ترسانة روسيا يجب أن يتقيد بمتطلبات معاهدة ستارت الثالثة والتى تنص على أن كل من روسيا والولايات المتحدة لا تملك أكثر من 700 صاروخ عابر للقارات من اجمالى 1550 رأسا نوويا وذلك بحلول 5 شباط / فبراير 2018.
وقال ليتوفكن : "إن كل سارمات سيحمل 15 رأسا حربيا ( ميرف )، ففي الوقت الحاضر ووفقا لبيانات المصدر المفتوح إن روسيا تحتفظ ب 521 صاروخ عابر للقارات مع 1,735 رأس حربي (ميرف)، بينما تمتلك الولايات المتحدة 741 صاروخا مع 1481 رأس حربي (ميرف) .
لماذا تنتج روسيا صواريخ نووية جديدة عابرة للقارات ؟ :
يقول المحللون أن سارمات سيوضع بموقع قتالي بحلول الوقت الذي تنتهي فيه معاهدة ستارت الثالثة في عام 2021. حيث ستكون صواريخ فويفودا قد وصلت إلى نهاية خدمتها في ذلك الوقت.
وقال يسين : "بالمقابل لذلك، ستطلق الولايات المتحدة بحلول عام 2020 برنامجا لتحديث ثالوثها النووي (القاذفات الإستراتيجية والصواريخ العابرة للقارات والغواصات ذات القدرة النووية)"، وأضاف : "إن واشنطن تخصص أكثر من تريليون دولار لهذا الغرض، لذلك فان الصاروخ الروسي الجديد سيكون رادعا في المواجهة الحالية بين البلدين "
وقد كان السارمات يخضع للتجريب منذ عام 2016 ، وقد خضع الصاروخ لما يسمى بتجارب الإطلاق المنبثقة، والتي يتم تنفيذها من أجل اختبار التوافق بين منصات الإطلاق وخوارزميات الإطلاق ، ويقول الخبراء أن الصناعة الروسية مستعدة حاليا للبدء بخط إنتاج مكونات السارمات مما يعنى إجراء اختبارات طيران شاملة .