بوادر أزمة وحزب جديد... أوغلو ينفصل عن أردوغان ويستقيل من "العدالة والتنمية"
أعلن رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، الجمعة، استقالته بصفة رسمية من حزب العدالة والتنمية، مما يؤكد استمرار تفكك الحزب الحاكم ويهدد مستقبله السياسي.
وجاء إعلان الاستقالة بعد أيام قليلة من صدور قرار إحالة أوغلو على اللجنة التأديبية، وهو الأمر الذي علّق عليه بالقول "تاريخ تحويلي إلى لجنة تأديبية هو تاريخ تخلي حزب العدالة والتنمية عن مبادئه الأساسية".
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه استقالته من الحزب الحاكم، تعهد الرئيس الأسبق للحزب بإنشاء "حركة سياسية جديدة"، داعيا الجميع للمشاركة معه في تشكيل هذه الحركة.
ونقلت وكالة "الأناضول" كلمة داوود أوغلو في مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة، قال فيها "إنه لم يكن يتخيل أنه سيواجه طلب فصل من حزب العدالة والتنمية الذي بذل كل ما يملك من أجل نجاحه، فقد تغيرت أولويات وخطابات وسياسات إدارة حزب العدالة والتنمية".
وتابع داوود أوغلو أنه منذ تركه رئاسة "العدالة والتنمية"، تشاطر مع إدارة الحزب على أعلى المستويات، وجهات نظره بشأن مكامن "الخلل والأخطاء" التي لاحظها في إدارة الحزب والبلاد، وأنه استعرض انتقاداته البناءة ومقترحاته.
واستنكر أنه لم يتلق أي رد بتكذيب ودحض، انتقاداته وما رصده في الحزب، كما لم تتلق نداءاته "آذانا صاغية"، وأكد أنه من باب المسؤولية التاريخية وتحمل المسؤوليات أمام الشعب التركي فأنه يتعين عليهم "السير في طريق إنشاء حركة سياسية جديدة"، داعياً الجميع ومن كل التوجهات السياسية إلى "الإلتفاف حول فكر مشترك من أجل مستقبل البلاد".
ويعد أوغلو من أبرز شخصيات الحزب الحاكم، حيث تقلد مناصب حزبية وحكومية عديدة، بينها وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء.
وانتقد رئيس الوزراء التركي السابق، في أواخر أبريل الماضي، حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه، وعبر عن "عدم الارتياح داخله".
وتقول وسائل إعلام تركية إن أوغلو يعرف بانتقاداته المتكررة لسياسات الحزب وإدارة الحكومة للاقتصاد، كما انتقد مرارا الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه.
وتأتي هذه الاستقالة لتؤكد مرة أخرى أن "أوراق" حزب العدالة والتنمية تتساقط اتباعا، وذلك بعد استقالة كل من بشير أتالاي ونهاد أرقون وسعد الله أرقين، خلال الفترة الماضية.
ويقول مراقبون إن المنشقين يعتبرون أن الحزب "انحرف عن أهدافه" وأن هناك "تباينات عميقة" بين قياداته، ويشددون على الحاجة إلى "رؤية جديدة".
من جهته، قال الباحث في مركز أورسام بأنقرة علي حسين باكير للجزيرة نت إن "حزب العدالة والتنمية تغيّر تماما، ولم يعد يمثّل الحزب الذي تم إنشاؤه في عام 2001، كما أن معظم الأقطاب المؤسسين لم يعودوا موجودين فيه، ومن ثم فنحن الآن أمام حزب جديد؛ حزب صنعه رئيس الجمهورية".
وأضاف باكير "سواء انضم داود أوغلو أم لم ينضم إلى جهود باباجان لتأسيس حزب، فإن الحزب المنتظر سيسحب -في حال إنشائه- جزءا من قاعدة حزب العدالة والتنمية، وإذا لم يتحسن الوضع الاقتصادي حتى حينه، فلن يستطيع الحزب الحاكم الحصول على أغلبية مطلقة بعد اليوم، كما أن احتمال حصوله على الأغلبية بالتحالف مع حزب الحركة القومية، سيصبح مشكوكا فيه في أفضل الأحوال".
وعلى صعيد الانتخابات الرئاسية، ذكر أن تكتّل الخصوم قد يتغلب على شعبية الرئيس، والمعارضة اختبرت هذه القاعدة في انتخابات إسطنبول البلدية وعرفت أنه الحل الوحيد لحصول تغيير، ولذلك هناك من يقول إن رغبتهم في الإطاحة بالرئيس أقوى من رغبتهم في التنافس فيما بينهم، وهذا قد يوفر منصة لتحالفات جديدة سيكون من الصعب لحزب العدالة والتنمية كسرها منفردا".
من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي يوسف كاتب أوغلو، أنه لن يكون هناك أي تداعيات لاستقالة رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو من حزب العدالة والتنمية، والتي قدمها اليوم الجمعة خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة التركية أنقرة.
وقال كاتب أوغلو في تصريحات خاصة لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الحزب ما يزال قويا متماسكا، وشعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هي الرقم الأول على مدى 40 عاما في تركيا”.