أين وبماذا ستضرب الولايات المتحدة؟
"أين وبماذا ستضرب الولايات المتحدة إذا خرجت من معاهدة الصواريخ المتوسطة وقريبة المدى"، عنوان مقال دميتري ستيفانوفيتش، في "إكسبرت أونلاين"، حول مخاطر انسحاب واشنطن من المعاهدة.
وجاء في المقال: تقترب معاهدة الصواريخ المتوسطة وقريبة المدى من نهايتها الكئيبة. لا شك في أن موت معاهدة الأسلحة النووية سيجعل العالم مكانا أقل أمانا.
على الرغم من أن السلطات الروسية سبق أن أعربت عن وجهات نظرها بشأن عدم عدالة المعاهدة، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تمثل الموقف الرسمي الروسي في أن هذه الوثيقة لا تزال تشكل حجر الزاوية للاستقرار الاستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة، خاصة في المسرح الأوروبي للعمليات الحربية، وهي مهمة جدًا على مستوى العالم.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن حلف الناتو ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تترأسها روسيا أدليا ببيانات تؤكد على أهمية التقيد بالمعاهدة. ويبقى من غير الواضح ما إذا كان الصاروخ الروسي 9M729 ينتهك فعلا المعاهدة. ربما كانت هناك سلسلة من الأخطاء ارتكبها كل من العسكريين الروس، ومكاتب التصميم والصناعيين، والمخابرات الأمريكية خلال مراحل تطوير هذا السلاح. وربما تم تصحيح هذه الأخطاء لضمان الامتثال للمعاهدة، ومع ذلك استغلتها الولايات المتحدة كأداة في أنشطتها الشاملة "لمواجهة روسيا".
ماذا سيحدث إذا تم إنهاء المعاهدة؟
يمكن أن تؤدي آفاق تمديد معاهدة ستارت الثالثة في غياب معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقريبة المدى إلى عدة نتائج تبدو متشابهة جدا من وجهة نظر كل من روسيا والولايات المتحدة. في الواقع، يمكن لهذا السيناريو أن يساعد على تعزيز الشعور بعدم الموثوقية بين الشريكين. وفي الوقت نفسه، فإن غياب الاتهامات المتبادلة بشأن الانتهاكات المزعومة للمعاهدة (كون الأخيرة ستكف عن الوجود) يمكن أن يؤدي إلى بيئة ثنائية أكثر صحة، على الأقل فيما يتعلق بقضايا مراقبة الأسلحة. ومع ذلك، تحتاج واشنطن أولاً إلى التفكير بعناية في عدد من المخاوف التي أعربت عنها موسكو بشأن الإجراءات المتخذة لتقليل عدد منصات إطلاق حاملات الرؤوس النووية في الولايات المتحدة، في إطار معاهدة ستارت 3. وإلا فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من انخفاض ثقة روسيا في مصلحة لكلا البلدين في الاتفاقيات.