أميركا وحلفاؤها... صفر إنجاز في الرقة
طرد تنظيم «داعش» الإرهابي من مدينة الرقة السورية، ليس إعجازاً، ففي غضون أيام أو أسابيع قليلة يستطيع الجيش السوري وحلفاؤه تحرير المدينة من الإرهابيين من دون تكبّد عناء. لكن ما هو حاصل أنّ الولايات المتحدة الأميركية تخوض معركة الرقة بواسطة الطائرات التي تخطئ «داعش» وتصيب المدنيين نساء وأطفالاً، وبواسطة مئات من جنودها وآلاف العناصر من أدواتها، بهدف الحصول على موطأ قدم في سورية. وهي تبحث عن انتصار تحققه في معركة الرقة على غرار ما حققته خلال الحرب العالمية الثانية في معركة ميدواي البحرية التي وقعت في المحيط الهادي بينها وبين اليابان.
اللافت أنّ حلفاء واشنطن وأدواتها أعلنوا غير مرة ومنذ أكثر من سنة عن بدء معركة تحرير الرقة، سواء تركيا التي تقود مجموعات سورية عدة تمارس الإرهاب، أم ما يسمّى «قوات سورية الديمقراطية» التي تتلقى الأوامر والتعليمات والدعم من الولايات المتحدة الأميركية.
غير أنّ تحقيق نصر في معركة الرقة، اصطدم بواقع معقد، وهذا الواقع ليس ناتجاً عن قوة «داعش» وخطوط دفاعه، بل نتيجة حسابات المتسابقين على الوصول الى الرقة، وسط ازدياد القلق التركي من إسناد واشنطن المهمة إلى المجموعات الكردية وتأمين الدعم الجوي المطلوب لهم في هذه المعركة. وهذا ما جعل العلاقات الأميركية التركية ترتبك وتصل الى حدّ تتجرّأ فيه تركيا على أميركا فتنغصها بالذهاب الى أستانة في كنف روسيا وإيران.
لكن، وعلى الرغم من الدعم كلّه الذي تقدّمه واشنطن لحلفائها، فهي لم تتمكّن حتى الآن من تحقيق أيّ إنجاز، حيث إنه وبعد الإعلان عن دخول أحياء في المدينة، عاد «داعش» وأعلن استعادة شارع 23 شباط وشارع سيف الدولة ومنطقة المنصور..
على عدد الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، جرى استهداف المدنيين في الرقة. وعلى إيقاع الحديث عن تقدّم باتجاه المدينة، جرى الحديث عن صفقات تقضي بخروج آمن لعناصر داعش باتجاه البادية وتدمر، لتصعيب اندفاعة الجيش السوري وحلفائه في هذه المساحات الواسعة، وتحرير ضعفَيْ مساحة لبنان في غضون أسابيع. وذلك بعد أن كسر الجيش السوري بدعم الروس والحلفاء الخطوط الحمر الأميركية في منطقة التنف الاستراتيجية.
أمام هذه المشهدية، ترتسم علامات استفهام كبيرة حول قدرة واشنطن على الحسم في الرقة، وما إذا كانت المسألة مسألة توقيت أو صفر «إنجازات»!