ما الذي ينهي فكرة التدخل الأردني الأمريكي في الجنوب السوري
في العام الماضي، أطلق وزير الخارجية السعودي الجبير تصريحات حول إمكانية إرسال قوات سعودية للتدخل في سوريا ضمن تحالف دولي وقرار أممي، وأثار ضجة إعلامية رفعت معنويات "المعارضة" السورية لبرهة من الوقت قبل أن تكتشف فصائل المعارضة أن تراجعها أمام الجيش السوري لا يمكن أن يفيدها أحد فيه، لا السعودية ولا تركيا ولا الولايات المتحدة. وفي ذلك الوقت صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الجنود السعوديين سيعودون بتوابيت خشبية إلى ديارهم.
اليوم يطلق الأردن فكرة أو احتمال التدخل العسكري الأردني الأمريكي في الجنوب السوري بحجة محاربة الفصائل المؤيدة لتنظيم داعش، مع العلم أن الفصائل المسلحة في الجنوب السوري على اختلاف أنواعها وهي بالمجمل إسلامية متشددة بدون استثناء، قد تم دعمها منذ بداية الأحداث عبر الحدود الأردنية وهذا أمر غير مخفي على أحد، وهي تقوم بمهامها في قتال الجيش السوري على أكمل وجه، ولكن الولايات المتحدة تشعر يوم بعد يوم بفقدان السيطرة والأدوات في سوريا جنوبا وشمالا، ونلاحظ أنها تحاول اللعب بما تبقى من أوراقها لتأجيل إعلان انتصار المحور السوري الروس الإيراني الذي أصبح إعلانه مسألة وقت عندما تصل وحدات الجيش السوري إلى شمال إدلب وحلب وشرق دير الزور والرقة.
المحاولات الأمريكية لإطالة عمر الحرب في سوريا، متنوعة، منها دعم الأكراد الذي لن يجدي نفعا معهم ولن يحقق لهم تقسيم سوريا، ومنها ضربة الشعيرات التي دبت الحماس في نفوس المعارضة السورية لمدة 48 ساعة قبل أن تعلن الولايات المتحدة أن هذه الضربة وحيدة ويتيمة بعد البيان الروسي الإيراني الذي حذر من أي ضربة جديدة، وتأتي فكرة التدخل الأردني الأمريكي الميتة منذ ولادتها في هذا السياق، فمن يتخيل أن قوات عسكرية تتقدم باتجاه أراضي تقع ضمن حماية الطيران السوري والروسي بدون موافقة القيادة السورية و الروسية، ولماذا يرسلون قواتهم ولديهم كل هذه الفصائل التي تأتمر بأوامرهم، وبالمطلق لا تستطيع الولايات المتحدة المغامرة في إشعال الجنوب السوري القريب من حدود الطفلة المدللة للولايات المتحدة والأطلسي والليبيرالية "إسرائيل".
منذ يومين أجاب الرئيس السوري في حوار صحفي مع وكالة سبوتنيك الروسية حول ما يقال عن تدخل أردني، وقال إن هناك معلومات عن تحركات، ولكن الأسد لم يطلق التهديدات ولم يتوعد بمصير هذه القوات إذا فكرت بالتدخل. وهذه رسالة تجيد الولايات المتحدة قراءتها جيدا، تعني أن انتصارات الجيش السوري التي تشاهدونها الآن، لن توقفها تصريحاتكم الخلبية، وأن سوريا أصبحت أكبر من أن يفكر أحد بغزوها بدون تداعيات لا تستطيع الدول الكبرى تحملها. وذكر الأسد أن التواجد التركي والأمريكي في سوريا سيكون هدفا سهلا بعد القضاء على الإرهاب.