بشكل مفاجئ ..الجيش السوري إلى درعا كاسرا معادلات الفصائل المدعومة أمريكيا

01.06.2017

بدأت وحدات من قوات النخبة في الجيش السوري بشكل مفاجئ بالتوجه إلى محافظة درعا في الجنوب السوري، وذكرت مصادر مطلعة أن هدف التعزيزات هو تغيير معادلات الوضع الميداني في محافظة درعا وفي الجنوب السوري عموما.

وتأتي هذه التعزيزات بعد انحسار المعارك بشكل كبير في محيط العاصمة دمشق بعد المصالحات الكبيرة التي حصلت بين الدولة السورية والفصائل المسلحة في أحياء كثيرة غرب وشمال دمشق وآخرها في القابون وبرزة وتشرين في شرق دمشق.

وتتركز معارك درعا في هذه الفترة في حي المنشية في المدينة، وتشير التوقعات إلى أن الوحدات المتجهة إلى درعا ستحسم الوضع الميداني في المحافظة وخاصة في المدينة، ولكنها قد تستغرق بعض الوقت وخاصة بعد اتباع الجيش السوري سياسة التقدم البطيء والدقيق من أجل تجنب أية خسائر أثناء المعارك.

ارتباك بين الفصائل المسلحة المدعومة أمريكيا

تشير بيانات بعض الفصائل المسلحة المدعومة من غرفة "الموك" وهما «أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو» حول بدء معركة جديدة في البادية السورية تحت مسمى «الأرض لنا»، رداً على التقدم الواسع الذي أحرزه الجيش السوري في المنطقة، إلى وجود إرباكا واضح، ففيما تحدث بعضها عن «هجوم واسع»، اعتبر بعضها الآخر المعركة «عملية مباغتة»، من دون تحديد أهداف المعركة ولا نطاقها الجغرافي.

ويقلل عدم اشتراك ميليشيا «مغاوير الثورة»، ذات الموقع المتميز بالنسبة لواشنطن، في المعركة من أهميتها وخطورتها، ويضع هذه البيانات في خانة تعزيز الضغوط التي تمارسها واشنطن على الجيش السوري وحلفائه من أجل إيقاف عمليتهم بالقرب من الحدود مع الأردن والعراق، إضافة إلى ضغوطات أخرى من قبيل الغارة الجوية التي نفذتها طائرات التحالف الدولي ضد رتل للجيش السوري وكذلك إلقاء المنشورات التحذيرية مؤخراً.

ونقلت وكالة «رويترز» عن قائد «جيش أسود الشرقية» طلاس السلامة، تأكيده «زيادة الدعم» الأميركي، كما نسبت الوكالة إلى قائد كبير في جماعة «مغاوير الثورة» المدعومة من البنتاغون «إن الأسلحة تتدفق بانتظام»، ولا يخفى الإيحاء المتعمد بوجود ترابط بين الدعم وتقدم الجيش، وكأنه إشارة إلى أنه يأتي في إطار الرد عليه، وذلك بما يتناقض وتصريحات سابقة للمتحدث الرسمي باسم «مغاوير الثورة» البراء الفارس حول رفض التحالف الدولي تقديم الدعم إذا كان الهدف هو القتال ضد ا"لنظام السوري".

 

احتمالات مفتوحة

وتبقى الاحتمالات محصورة أمام ثلاثة خيارات: إما أن واشنطن غيرت سياستها تجاه سورية، وأصبحت تقدم الدعم العسكري للميليشيات بهدف القتال ضد الجيش السوري، وهو أمر مستبعد حتى الآن، ولاسيما أن تصريحات المسؤولين الأميركيين حتى في أعقاب غارة التنف كانت حريصة على تأكيد عدم وجود أي تغيير في هذه السياسة. والثاني أن واشنطن توزع الأدوار بين الميليشيات فتوكل مهمة مهاجمة الجيش السوري لفصائل «الموك» مثل «أسود الشرقية» و«أحمد العبدو» على حين تمنع فصائل البنتاغون من ذلك أي «مغاوير الثورة»، وهو ما قد يفسر بهذه الحالة عدم مشاركة الأخير في معركة «الأرض لنا».
لكن يبقى الخيار الثالث وهو تعمد «أسود الشرقية» إثارة بلبلة حول الدعم الأميركي وهوية الجهة المستهدفة به، والغاية من ذلك هي ممارسة حرب نفسية على الجيش السوري من خلال الادعاء أن أي هجوم يقوم به يحظى بدعم دولي.