"مع حافظ الأسد.. صار الصراع مع سورية"... قائد صنع بكفيه الأساطير
فيما السوريون يتأهّبون للاحتفال بالنصر، ويرفعون علمهم في كلّ مكان، تساءلت: كيف استطاع بلد صغير اسمه سورية أن يقاوم، وأن ينتصر على حرب كونية شُنّت عليه من الجهات الأربع؟
ولم أتردّد.. عدت إلى مقال نشر لي في الرابع من أيلول من عام 1993 تحت عنوان:
«مع حافظ الأسد.. صار الصراع مع سورية».
ومنه هذا المقطع الذي يجيب على تساؤلي:
«القائد العظيم يصنع دائماً أمة عظيمة، ودائماً من معاطف هؤلاء تخرج أقواس النصر!
والقائد ليس بالضرورة قدراً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، إنه، إلى ذلك كلّه، شاعر يلامس بكفّيه النديّتين أرض الوطن، فتولد الأساطير، وتولد الحضارات، ويكتب مجد الأمة
وأروع ما في القائد شاعريته:
فهو يحلم بوطن لا يسكنه عبيد، ولا يدوس أرضه الأعداء.
وطن يمسك بالنجوم، ويرفع وجهه في أنف الشمس،
وطن اسمه الحرية!
حافظ الأسد واحد من هؤلاء القادة العظام، آمن بأرض سورية، وبالشعب السوري، فأعطاهما كما لم يعطِ أحد من قبل..
أعطاهما القوة والمعرفة والاعتزاز بالانتماء إلى سورية».
واليوم.. وبعد مرور خمسة وعشرين عاماً على كتابة هذا المقال، ما زلت متمسكاً بكلّ كلمة منه، ومؤمناً أكثر بأنّ سورية ليست مجرد دولة، إنها فكرة، وحضارة، وأسلوب.