لأول مرة منذ 26 عاماً، القاذفات النووية الأمريكية في حالة التأهب
شكل القرار غير المتوقع من الرئيس ترامب بتعديل أمر الطوارئ الموقّع من قبل جورج دبليو بوش والصادر في 11 أيلول، والسماح للقوات الجوية باستدعاء حوالي 1000 طيار من الطيارين المتقاعدين لمعالجة ما وصفه البنتاغون بأنه نقص حاد في الطيارين مفاجأة كبيرة. كانت هذه المرة الأولى التي نسمع فيها عن هذا النقص في اليد العاملة.
تستعد القوات الجوية الأمريكية لإعادة وضع القاذفات النووية في حالة تأهب على مدار 24 ساعة، ولم نشهد هذه الحالة منذ انتهاء الحرب الباردة في عام 1991. ويعني هذا أنه يمكن أن تجد على المنصات الخرسانية الطويلة في نهايات مدرج قاعدة باركسديل للقوات الجوية والتي يبلغ طولها 11 ألف قدم، طائرات من طراز B-52 جاهزة ومحملة بالأسلحة وجاهزة للانطلاق بأي لحظة.
وقال رئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد جولدفين، في مقابلة أجراها خلال جولته التي استمرت 6 أيام في باركسديل والقواعد الأخرى للقوات الجوية الأمريكية التي تدعم المهمة النووية: " تُعتبر هذه خطوة أخرى تضمن أننا مستعدون". وأضاف: " لا أرى هذه الخطوة استعداداً لحدث معين، ولكن نتيجة للوضع العالمي الذي نعيشه اليوم ولنبقى مستعدين دائماً". ونقلت صحيفة "ديفنز وان" عن جولدفين ومسؤولين كبار في وزارة الدفاع قولهم إنه لم يتم إصدار قرار الإنذار بعد ولكن الاستعدادات جارية. وسيتخذ هذا القرار الجنرال جون هيتن رئيس القيادة الاستراتيجية الأمريكية أو الجنرال لوري روبنسون رئيس القيادة الشمالية الأمريكية. وتعتبر القيادة الاستراتيجية الأمريكية هي المسؤولة عن القوات النووية للجيش، والقيادة الشمالية الأمريكية هي المسؤولة عن الدفاع عن شمال أمريكا.
يُعتبر قرار وضع طائرات B-52 في حالة تأهب، ليس سوى واحد من القرارات العديدة التي تواجهها القوات الجوية بسبب استجابة الجيش الأمريكي للبيئة الجيوسياسية المتغيرة، التي تشمل تطور ترسانة الأسلحة النووية في كوريا الشمالية بسرعة، ونهج الرئيس ترامب تجاه بيونغ يانغ، والقوة المتزايدة للجيش الروسي. يطلب جولدفين، وهو كبير ضباط القوات الجوية وعضو في هيئة الأركان المشتركة من قواته التفكير في طرق جديدة لاستخدام الأسلحة النووية من أجل الردع أو حتى القتال. ونقلت صحيفة "ديفنز وان" قوله: " العالم مكان خطير ولدينا أشخاص يتحدثون بصراحة عن استخدام الأسلحة النووية. لم يعد العالم لنا وللاتحاد السوفيتي فقط، فأصبح هناك لاعبون آخرون لديهم القدرة النووية".
وأجاب رداً على سؤال حول ما إذا كان وضع طائرات B-52 في حالة تأهب كما كانت منذ عقود سيساعد في الردع، أنه من الصعب القول ذلك.
وقال: " إن الأمر يعتمد عمن نتحدث وعن نوع السلوك الذي يسلكه، وعن انتباهه لاستعداداتنا ". تم بالفعل تقديم العديد من التحسينات لإعداد قاعدة باركسديل، حيث يجري تجديد مبنى خرساني قديم للطاقم، ويتم أيضاً تركيب أسرة لأكثر من مئة من أفراد الطاقم مع تأمين مساحة كافية لهم. وتم تزويد القاعدة بغرف للترفيه مع طاولة بلياردو وتلفزيونات.
وستشغل الأماكن الفارغة من تلك المخصصة لطائرات B-52 بطائرتين من طراز E-4B نايت واتش وE-6B ميركوري وكلاهما سيكون في حالة تأهب لبعض الأحيان. وستستعمل هذه الطائرات أثناء الحرب النووية كناقلات لأوامر وزير الدفاع ورئيس القيادة الاستراتيجية الأمريكية على التوالي، فستقوم بنقل رموز الإطلاق إلى القاذفات عندما يعطي الرئيس أمر الضرب. وتستعد باركسديل وقواعد القاذفات النووية الأخرى، لبناء مرافق تخزين لصاروخ كروز نووي جديد قيد التطوير. وتلقى جولدفين خلال جولته معلومات عن العمل التمهيدي لاقتراح بديل للصواريخ البالستية العابرة للقارات. وقال جولدفين في مقابلة له " مهمتنا هي الخيارات"، فنحن نقدم المشورة العسكرية وأفضل الخيارات للقائد والرئيس ووزير الدفاع. تحضر الولايات المتحدة نفسها هكذا لحرب نووية كل ما تحتاجه هو استفزاز واحد فقط.