التمهيد الناري بدأ... حشود جرارة للجيش السوري تنتظر ساعة الصفر لاجتياح محاور إدلب

15.08.2018

يستمر الجيش السوري بإرسال تعزيزاته وحشوده العسكرية نحو جبهات الشمال السوري، فتحت وضح النهار تنقل التشكيلات الاقتحامية معداتها الثقيلة الخارقة للأنفاق والتحصينات.

لا شيء يدعو للسرية والكتمان، فالمعركة القادمة باتت معلنة في السياسة كما في الميدان وغير قابلة للحلول الوسطية كما أبلغت القيادتين الروسية السورية كافة الأطراف في مقدمتهم التركي صاحب النفوذ.

على الطرق الواصلة بين حماة وأرياف إدلب تسير القوافل المدججة بالسلاح المتنوع، فيما تصعد التعزيزات البشرية إلى جبال ريف اللاذقية  ليبقى الاستنفار في ريف حلب الجنوب الغربي مرتبطا بالسيناريو ذاته، بعض المجموعات الكردية حسمت أمرها أيضاً وانضمت للمعركة تحت قيادة الجيش السوري، وعند قلعة المضيق توقفت الحركة والنيران الثقيلة باشرت عملها وأخذت تمهد للمعركة بكثافة انطلاقا من الأرياف الثلاثة نحو إدلب.

يقف ضابط سوري مشارك في التجهيز للعملية مع الواصلين من جبهات درعا والسويداء، وآخرين قد انتهوا من استراحة معركتي الغوطة والحجر الأسود، وزّعهم في أماكن الإقامة وأبلغهم أن الانطلاق نحو إدلب لم يقرر بعد والتحشيد مستمر ولن يتوقف حتى إغلاق أبواب مركز التنسيق في "حميميم" وحسم المسلحين لخيارتهم المحدودة أصلاً لأن الرافضين للاستسلام لا خيار لهم فلا وجهات جديدة بعكس المعارك السابقة.

في أروقة العملية وخططها تتجه الأنظار العسكرية كما علم مراسل "سبوتنيك" نحو الشرايين المغلقة، أي الطرق الرئيسية التي تربط حماة بإدلب وحلب كما يعد طريق اللاذقية — حلب الجديد والذي يشق جسر الشغور أحد أهم المفاصل التي تحدد مستقبل المعركة، كل الاحتمالات مفتوحة حسب القادة الميدانيين وتجزئة المناطق الواسعة جغرافيا ومن ثم قضمها هي سياسة ناجحة قد تفعلها القوات ولن تغيب عن أرياف إدلب الواسعة وقد سبق أن كان لها دور في تفكيك تنظيم "داعش" وشرذمته حتى في الصحراء الشاسعة.

وأكد مصدر عسكري مطلع أن العملية العسكرية في إدلب باتت أقرب من أي وقت مضى في ظل فشل خيارات سياسية كانت مطروحة في السابق.

وأوضح المصدر لوكالة "سبوتنيك" أنه "نحن أمام خيار وحيد وهو التقدم البري ضمن عملية عسكرية تم التنسيق حولها مع الجانب الروسي، بعد عملية استطلاع واسعة للمنطقة جرت خلال الأيام الماضية".

وبدأ الجيش السوري تمهيدا جويا ومدفعيا مكثفا للمرة الأولى باتجاه مواقع مسلحي "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة الإرهابية) على قرى وبلدات "إم الخلاخيل والخوين واللويبدة بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وقال مصدر ميداني لوكالة "سبوتنيك": إن التمهيد الناري أتى بعد رصد تحركات وحشود للمسلحين في هذه القرى والبلدات التي تعد خطوط تماس مع مواقع الجيش السوري بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وأضاف المصدر: أن قوات الجيش السوري لن تبقى بموقع المدافع عن مواقعها وخاصة بعد سلسلة محاولات فاشلة للمسلحين بشن هجمات متكررة، كان آخرها ظهر اليوم، عندما حاول مسلحو "النصرة" التقدم عبر محور بلدة الخوين حيث تم التصدي لهم عبر سلاح المدفعية والرشاشات الثقيلة، وكان سبق ذلك عدة محاولات  على محاور ريف حماة الشمالي والشمال الغربي المتاخمة لريف إدلب الجنوبي.

وأكد المصدر أن رد الجيش السوري لن يكون إلا بالتقدم باتجاه هذه القرى والبلدات، وقواته باتت جاهزة لهذه العملية.

وكان الجيش السوري قد أغلق جميع المعابر التي تصل بين ريفي حماة وإدلب لمنع خروج أي مسلح مع المدنيين الذين كانوا يخرجون من إدلب باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.

وعن مصير المدنيين داخل محافظة إدلب قال مصدر في لجنة المصالحة الوطنية في إدلب: سيكون هناك معابر إنسانية تم التنسيق حولها بين القيادة السورية والجانب الروسي في حال بدأت المعركة باتجاه إدلب، لضمان خروج آمن للمدنيين الراغبين  بمغادرة مناطق سيطرة الجماعات الإرهابية.