الحرب النفسية على روسيا

20.09.2017

يهاجمون الرياضيين الروس ولكن روسيا تبقى مستمرة.
تجمع حشد مؤلف من 17 وكالة وطنية لمكافحة المنشطات وأعضاء من المنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات، في دنفر، أمريكا، وألحت على اللجنة الأولمبية لمنع الرياضيين الروس من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقامة في بيونغ شانغ الكورية الجنوبية، وقد نشرت صحيفة الغارديان بياناً حول ذلك.
وكانت حجة هؤلاء المكافحين للمخدرات أكثر من غريبة. فقد صرحوا قائلين: "لدينا شكوك جديد حول نظافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2018، بسبب التحقيق غير الكامل في الأدلة الكبيرة حول تعاطي الرياضيين الروس للمنشطات الفردية في 2014، ونظراً لعدم كفاية دليل الاختبار خلال السنوات الأربعة الماضية".

ومما لا يثير الدهشة أن قادة المنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات غير راضين عن القرار الصادر عن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات  
بإغلاق 95 حالة من الرياضيين الروس من أصل 96 حالة ذكرها تقرير المحامي الكندي ريتشارد ماكلارين عن برنامج تعاطي المنشطات الروسي. وهذه الأرقام تبين أن الرياضيين الروس ليسوا هم المذنبين، بل أولئك الذين يدبرون هذه المضايقات لهم. وإن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات واللجنة الأولمبية الدولية تعيد النظر في الموضوع.

وتقول البطلة الأولمبية سفيتلانا زوروفا: إن بيان المنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات ليس أكثر من ضغط على اللجنة الأولمبية الدولية قبل دورة سبتمبر. وقالت: إن الرياضيين الروس قرأوا هذه المنشورات وهم يشعرون بالضيق، والأجانب أيضاً قرأوها ويعاملون الروس بعدم ثقة.

ولكن المسؤولين الرياضيين الروس اعتادوا على معارك تعاطي المنشطات وتفاعلوا بلا مبالاة مع ما يحدث. وقال وزير الرياضة بافل كولوبكوف إن مشاركة الرياضيين الروس هي من اختصاص الوكالة.

وقرر مجلس الاتحاد عدم التضليل. وقال السيناتور أليكسي بوشكوف في شبكة اجتماعية: " الرياضة منسية. لذلك يجب على السياسيين العمل بجد مع منظمي دورة الألعاب الأولمبية الآن. وعلاوة على ذلك أعرب رئيس اللجنة المنظمة في بيونغ شانغ لعام 2018، هيبوم لي عن أمله في أن يسمح للفريق الروسي بالمشاركة الكاملة في الألعاب.
ولاتزال اللجنة الأولمبية الدولية حذرة. فقد قالت رئيسة اللجنة أنجيلا روجيرو عقب المقال الذي نُشر في صحيفة الغارديان: " إن أسوأ شيء يمكن أن يحدث هو إقصاء الرياضيين النظيفين تماماً من المنافسة، لذلك فإن التحقيق مهم جداً ويجب أن يكون الرياضيون النظيفون قادرين على المنافسة". 

إن إقصاء الرياضيين الروس هو المهمة الرئيسية للمنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات، وهذا يبدو واضح في بيانهم. فهم يقولون إنهم لا يعترضون على مشاركة بعض الرياضيين الروس إلا إذا تعاطوا المنشطات. وأيضاً هم يريدون حرمان الروس من الانتصارات الدولية.

ومؤخراً قد فعلوا شيء من هذا القبيل في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن. وبدا الأمر وكأنه إهانة مباشرة للرياضيين الروس. فكانوا ممنوعين من ارتداء ألوان العلم الوطني. ومنعوا أيضاً من أداء النشيد الروسي علناً أو في الفندق أو حتى استخدامه كنغمة رنين للهاتف. والميداليات التي فاز بها الروس جيدة، ولكن بقي الاستياء كبيراً.

ومع ذلك، تغاضى الرياضيون عن هذه الإهانة عملاً بالمبدأ الشهير " الشيء الرئيسي ليس النصر بل المشاركة". ولسبب ما دفعت السلطات الروسية ورئيس الوزراء ميدفيدف الرياضيين للقيام بذلك. 

وبعد مثل هذه التصرفات ضد الروس التي تدل على الضعف، لا يمكن أن تتفاجأ بمنع الرياضيين الروس من المشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة. ولسوء الحظ فإن أعداء روسيا الوضيعين مرة أخرى استخدموا الرياضيين ذوي الإعاقة للوصول لأهدافهم كما فعلوا في ريو.
والآن لا يستطيع الرياضيون الروس من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يفعلوا شيئاً سوى أن يأملوا الذهاب إلى بيونغ شانغ بالرغم من وجود البريطاني فيليب كرافن في منصب رئيس اللجنة الدولية للمعوقين والذي يعد الخصم الرئيسي لمشاركة روسيا. ولا يمكن إعادة النظر في هذا القرار إلا بعد اجتماع مجلس مؤسسي الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في تشرين الثاني. وإن إغلاق حالات الرياضيين الروس الذي جاءت في تقرير ماكلارين يعطي فرصة جيدة.

في الواقع، لقد حان الوقت لرؤية السبب الحقيقي لما يحدث حول الرياضة الروسية. إنها مسألة هجوم منسق ضد روسيا. والهجمات دائماً تأتي من بريطانيا وأمريكا ومن ثم يحشدون أتباعهم. وإن وسائل الإعلام الناطقة بالإنكليزية تدعم الآراء السلبية ضد روسيا وتقدمها للرأي الرياضي العالمي. وفي عام 2011 تم إنشاء المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات، وكانت مكونة من خمسة بلدان فقط: الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا والنرويج. وفي ذلك الوقت فإن مئات الرياضيين الأمريكيين تعاطوا مخدر بإذن من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، وربما كانت مهمة هذه المنظمة توفير الغطاء وإلقاء اللوم على رياضيين من بلد أخر. وقد تم اختيار روسيا ليكون هذا البلد.