عزيزتي روسيا: العدو ليس شريكاً
يشعر الروس بالقلق إزاء إغلاق واشنطن التعسفي لقنصليات سان فرانسيسكو والبحث غير الشرعي عن الممتلكات الدبلوماسية. لا شك أن قيام واشنطن بذلك هو انتهاك للحماية الدبلوماسية والقانون الدولي.
لماذا أظهرت واشنطن للعالم وجهها الخارج عن القانون؟
فهل كان الهدف من ذلك أن تثبت أنها بقوة روسيا، وأن روسيا غير قادرة على حماية نفسها من واشنطن؟
ليس هناك قانون دولي أو حصانة دبلوماسية يمكنها الوقوف في وجه واشنطن. فإن واشنطن تخترق أي قانون وبدون سبب.
إن واشنطن تعتقد أن وجهة نظرها هي فقط الصحيحة. وترمي القانون جانباً. فلماذا تعتمد روسيا على القانون في تعاملها مع واشنطن؟
قال وزير الخارجية الروسي لافروف لوزير الخارجية الأمريكي: إن روسيا سترفع دعوة قضائية ضد الاستيلاء على الممتلكات الروسية الدبلوماسية. وهنا نرى أن الروس مرة أخرى يحاولون التعامل مع واشنطن من خلال القانون والمحاكم الدبلوماسية، وعدم مواجهة القضية الحقيقية.
ماهي القضية الحقيقية؟
القضية الحقيقية هي أن المجمع العسكري الأمني الأمريكي والذي يعد المكون الأقوى في الحكومة الأمريكية، قرر أن روسيا هي عدو لواشنطن.
وبعبارة أخرى، روسيا هي العدو الأول لواشنطن ولا يمكن لشيء أن يغير ذلك. فلا دبلوماسية روسيا، ولا ردود روسيا المدروسة ولا أي شيء يمكن أن يغير هذه الحقيقة.
بطبيعة الحال فليس هناك أي سبب موضوعي لاعتبار روسيا عدو أمريكا الأول. ولكن أمريكا لا تهتم للحقائق، ويحكمها ما يسمى بحكومة الظل والتي تتألف من وكالة المخابرات المركزية والمجمع العسكري الأمني والمصالح المالية. هذه المصالح التي تدعم الهيمنة الأمريكية العالمية سواء عسكرياً أو مالياً. إلا إن روسيا والصين تقفان في طريق تحقيق هذه المصالح.
ولذلك لا يمكن لروسيا فعل شيء تجاه تسميتها بالعدو الأول.
ماذا يمكن لروسيا أن تفعل؟
لا يوجد شيء لروسيا في أمريكا. وإن أي استثمار أمريكي في روسيا سوف يستخدم لتدمير روسيا. ويعتبر اعتقاد البنك المركزي الروسي بأن روسيا بحاجة لرأس المال الأجنبي هو أكبر دليل على غسل المخ الاقتصادي الروسي من قبل الأمريكيين في عهد يلتسن. وإن البنك المركزي الروسي لا يعلم أنه قادر على تمويل التنمية الروسية دون أي قروض أجنبية. ويجب أن تفهم الحكومة الروسية أن اندراج روسيا في النظام المالي الغربي هو لصالح واشنطن وليس لصالح روسيا.
متى ستتوقف الحكومة الروسية عن التظاهر بأن عدوها شريك لها؟
لماذا تصر روسيا على أن تكون جزءاً من الغرب الفاسد؟
إن في الغرب مكان لقوة واحدة فقط وليس لاثنين.
فمثلاً الأزمة الكورية المدبرة لا تتعلق بكوريا الشمالية بل هي خطة من واشنطن لتضع صواريخ نووية على الحدود الصينية. وكذلك الوضع بالنسبة للأزمة الإيرانية التي كانت مبرراً لوضع صواريخ نووية على حدود روسيا.
لذلك فلا يمكن لواشنطن أن تكون ذات سيادة وجزءاً من الغرب في نفس الوقت.