البروليتارية والتدويل
حصلت الخطوة الأولى لخلق مجتمع اشتراكي في الإمبراطورية الروسية، حيث قام البلاشفة تحت قيادة "فلاديمير لينين" بالإطاحة بالسلالة الحاكمة وقدموا النظام السوفيتي.
عندما يتحد عمال جميع البلدان من أجل القضية المشتركة المتمثلة في خلق مجتمع لا يسيطر فيه الرأسماليون وأصحاب وسائل الإنتاج على مصير 99% من البشر في العالم، فإن وحدة مثل هذه تعرف بالبروليتارية الدولية.
الهدف من نضال الجماهير العاملة بما في ذلك الفلاحون والعبيد المعدمون هو الدفاع عن أنفسهم في المقام الأول، ضد سلطة وهيمنة وسائل الإنتاج التي يستخدمونها في الغالب لزيادة ثرواتهم ودعم امتيازاتهم. كانت الأفكار حول وحدة الطبقات العاملة لخلق عالم إنساني، هي محور الأنشطة النظرية والعملية لأجيال من الاشتراكيين منذ أن قام مؤسسو الاشتراكية العلمية بصياغة نظرياتهم الاقتصادية والسياسية في القرن التاسع عشر.
حصلت أول خطوة رئيسية في خلق مجتمع اشتراكي، في روسيا. فقام البلاشفة تحت سيطرة "فلاديمير لينين" بالإطاحة بالسلالة الحاكمة وقدموا النظام السوفيتي.
كان نجاح الثورة البلشفية في عام 1917 حافزاً للأنشطة الثورية التي تقوم بها الجماهير العاملة في العديد من البلدان، وكذلك دعوة واضحة للشعوب المُستعمَرة للإطاحة بالاستعماريين. وأصبح النضال ضد الاستعمار قوة جبارة في العديد من البلدان الإفريقية-الأسيوية. ونجحت العديد من البلدان الصغيرة والكبيرة في التخلص من استعباد الأوروبيين.
كان النضال في كثير من الأحيان ضد الطبقات الحاكمة المحلية التي نشأت جذورها في فئات وجماعات ذات امتيازات. وأصبح النضال من أجل الاستغلال السياسي والاقتصادي مصلحتهم الوحيدة. ونهب هؤلاء القادة شعوبهم واستخدموا النظام السياسي كتمويه لتعزيز مصالحهم، وبقيت محنة الفقراء مسألة لا تهمهم. على أية حال فإن العزاء الوحيد للطبقة العاملة والفقراء أن مخلصيهم وقادتهم الممجدون، يملكون الملايين من الدولارات في حسابات البنوك السرية في سويسرا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا.
إن الاستغلال والنهب ليسا أمرين عرضيين. إنها أمور مزمنة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكيفية عمل النظام السياسي والاقتصادي الرأسمالي. وطالما أن الرأسمالية موجودة فإن الاستغلال سيكون له تأثير كبير. وستظل في بلدان العالم الثالث، مشكلة غسل الأدمغة المؤسسية المقترنة باستغلال الدين والشعارات الخادعة الرخيصة على أيدي النخبة الحاكمة، تؤدي إلى الفوضى لدى شعوب العديد من البلدان الإفريقية والآسيوية.
لا شك أن الرأسمالية أمر رائع بالنسبة لقلة من الناس ولكنها كارثة بالنسبة للكثيرين. ودعا "كارل ماركس" و "فريدريك إنجلز"، لمعالجة هذه القضايا، إلى الديمقراطية الاشتراكية والنظام الاشتراكي بدلاً من الرأسمالية. ولتحقيق هذا الهدف، يُعتبر التثقيف السياسي لأفراد الطبقة العاملة هو الخطوة الأولى، وأن التعليم جزء من النشاط السياسي الذي تعبر عنه وحدة العمال.