على إيقاع الجيش السوري اتفقت روسيا وأمريكا .. الجنوب يقترب من انتهاء الحرب

09.07.2017

دخل اتفاق وقف اطلاق النار فى جنوب غرب سوريا حيز التنفيذ، ظهر اليوم الأحد 9 يوليو/تموز، في تمام الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي للعاصمة دمشق، والذي يشمل: درعا، والقنيطرة، وغيرها وكانت الولايات المتحدة وروسيا، قد توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا لتهدئة الأجواء وتهيئتها للتسوية السلمية، على هامش لقاء الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأمريكي، دونالد ترامب في هامبورغ.ونص الاتفاق على دخوله حيز التنفيذ في الساعة 09:00 صباح الأحد بتوقيت غرينتش، أي في تمام الساعة 12 ظهرا بتوقيت دمشق، في مناطق جنوب غرب سوريا.

جاء هذا الاتفاق بعد تطورين هامين في الجنوب السوري، الأول عندما بدأ الجيش السوري بالتقدم جنوبا باتجاه الحدود العراقية الاردنية السورية منذ حوالي شهرين وبدأ القلق الأمريكي والتصريحات بإحتمال التدخل البري في الجنوب السوري حيث ذكرنا أن هذه الفكرة شبه مستحيلة الحدوث خوفا من إشعال الشرق الأوسط بحرب ستطال الجميع، والثاني كان الشهر الماضي عندما أرسل الجيش السوري تعزيزات وقوات نخبة إلى الجنوب السوري لفتح معركة تحرير درعا، الأمر الذي انعكس بقوة على المفاوضات الدولية حول الجنوب السوري والتي انتهت أول أمس بالاتفاق الروسي الأمريكي خلال لقاء الرئيسين بوتين وترامب، حيث يضمن هذا الاتفاق وقف المعارك في الجنوب تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية وفتح المعابر مع الأردن وسيطرة الدولة السورية والجيش السوري على كامل الجنوب السوري مرورا بفترة انتقالية تتضمن القضاء على التنظيمات الإرهابية المتشددة ومن ثم المصالحة بين الدولة والفصائل التي ترغب في إنهاء القتال والخضوع للحكومة السورية.

يذكر أن معارك طاحنة دارت في الأيام الماضية في القنيطرة ودرعا تخللها هدنة أعلنها الجيش السوري على جبهة درعا يبدو أن القيادة السورية كانت قبلها على اطلاع على بنود الاتفاق حول الجنوب السوري والتي تصب في مصلحة الشعب السوري.

يترافق هذا الاتفاق مع تقدم كبير للجيش السوري على محاور دير الزور والسخنة وشرق حمص وحماه، فيما يبدو أنها معركة محسومة لصالح الجيش السوري، وبعد ذلك ستبقى مسألة دخول الجيش السوري إلى شمال شرق سوريا حيث القوات الكردية المدعومة أمريكيا والطريقة التي ستدخل بها القوات السورية إلى الرقة والحسكة والقامشلي رهن بالموقف الكردي، فإذا قبلت القوات الكردية بتسليم المواقع للجيش السوري، فالموقف سيكون أكثر إيجابية بالنسبة لجميع الأطراف حتى الأمريكي الذي تصب مصلحته في كسب الطرف الأقوى وهو الجيش السوري وليس الفصائل الكردية، أما إذا رفض الأكراد تسليم الرقة والحسكة للجيش السوري، فإن دخول قوات الجيش السوري إلى الرقة والحسكة لن يكون صعبا بعد تحرير دير الزور وشرق حماه وحمص من داعش.

أما الشمال الغربي حيث محافظة إدلب وريف حلب الغربي، التي تتواجد فيها فصائل مدعومة تركيا بالإضافة إلى جبهة النصرة، فهي جزء من اتفاق مناطق خفض التوتر الذي تم التوقيع عليه في أستانا، وهو يلزم بفصل النصرة والقضاء عليها من قبل الفصائل التي ترغب في التصالح مع الدولة السورية، وتدور الآن معارك وصراعات في هذه المنطقة بين الفصائل وجبهة النصرة في أكثر من موقع، وفي حال فشل هذه الفصائل في القضاء على النصرة في إدلب، فسيكون الحل الوحيد هو دخول الجيش السوري بغطاء جوي روسي وبموافقة تركيا التي استعادت علاقاتها الإيجابية مع روسيا.

يبقى الاتفاق الذي تم حول الجنوب السوري رهن بالتزام الطرف الداعم للجماعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية بتنفيذ التزاماتها وعدم خرق الهدنة، لأن أي خرق سيؤدي من جديد إلى إشعال الجبهات والتأخير في تنفيذ الاتفاق وهذا قد يشكل كارثة على الفصائل المسلحة وخاصة أن الجيش السوري عدل موازين القوة في الجنوب الذي أصبحت استعادته مجرد مسألة وقت.