حقيقة ما حصل داخل القاعدة الأميركية التي ضربتها طهران
بعد أن استهدفت القِوى الصاروخية في الجيش الإيراني، قاعدة "عين الأسد" الأمريكية بوابل من الصليات الصاروخية، بتاريخ 8 يناير/كانون الثاني، بدأت موجة من الأقاويل والتحليلات التي شككت بنجاعة الرد الإيراني، على استهداف القائدين "سليماني" و"المهندس"، بحيث جاء معظمهما من القنوات المعارِضة للنهج المقاوم، التي لربما باتت منزعجة من التفوق الإيراني في شتى مجالات الحياة، فإيران باتت قوة اقليمية عظمى، بفضل العقل المجتهد الذي استطاع في ظل كل الحصار المفروض عليه أن يبني تفوقا علميا وعسكريا لا يستهان به.
وبالعودة لتداعيات الضربة التي وجهتها طهران لقاعدة "عين الأسد" الأمريكية، كتب أمين سر مجلس الشعب السوري، النائب خالد العبود، سطورا أوضح فيها تفاصيل ما جرى في تلك الليلة، متحدثاً عن حجم الخسائر التي حصلت في تلك القاعدة الأمريكية التي تم التكتم على ما جرى داخلها، ليوضح أن الإدارة الامريكية، أدركت أن الهدف من أي انتقام إيراني هو إيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف الجنود الأمريكيين وعتادهم، الأمر الذي دفع القيادة الأمريكية لإعطاء تعليمات لقواتها البشرية المتواجدة داخل العراق وخارجه أن تختفي عن مواقعها القتالية لزمن محدد ، وذلك منعاً لوصول الإيرانيّ إلى أهدافه وهذا ما حصل حين امتثل الجنود لتعليمات قيادتهم العسكرية، خاصة وأن الاستخبارات الأمريكية كان لديها قناعة مطلقة، بأن الرد سيكون صاروخياً، وبالتالي فإن التخفي الكلّي للجنود أفضل وسيلة لتقليل الخسائر.
اختفاء كامل !!
أوضح العبود أن القوات الأمريكية نفذت عمليات اختفاء كامل، وهذا ما يفسر عدم تنفيذها أي اعتراض صاروخي، في وجه الصليات الصاروخية للحرس الثوريّ الإيرانيّ، على قاعدتي "عين الأسد" و"أربيل" في حين أمطرت قاعدة "عين الأسد" وحدها بأكثر من 12 طن من المواد شديدة الانفجار، وهي كميةٌ كافية لشطب أكبر قاعدة عسكريّة في المنطقة، خاصة إن توفرت شروط وصول هذه الكمية إلى أهدافها بشكل آمن، وهو ما حصل بالضبط فخلال دقائق بسيطة كانت قاعدة عين الأسد خارج الخدمة تماما، وكثير من مراكزها الرئيسية أضحت أثرا بعد عين، كما أن القاعدة لم تستطع التعامل مع الأهداف المغيرة، ولم تحرك ساكنا في وجهها فصواريخ الحرس الثوري ، استهدفت عدة أماكن داخل القاعدة الأمريكية، لكن استراتيجية الاختفاء للجنود وقيادات القاعدة، حالت دون سقوط أكبر عدد من القتلى والجرحى.
إخلاء سري للقتلى والجرحى
بعد أن أدركت القوات الأمريكية أن القيادة الإيرانية اكتفت مبدئياً بهذا الرد، نفذت الطائرات العمودية الأمريكية عمليات إخلاء للقتلى والجرحى، مع تعتيم إعلامي كبير على ذلك..!! هذا ما أكده العبود حين قال مفصلا:" تمّ رصد ترحيل أعداد من القتلى والجرحى إلى ثلاثة مواقع ، في بغداد والأردن وفلسطين المحتلة، وكلّها مواقع عسكريّة لا يمكن أن تصل لها كاميرات الإعلام لمعرفة الأعداد الحقيقية للجرحى أو القتلى، هذا الأمر دفع القيادة الأمريكيّة للقول بأنّه لم يكن هناك ضحايا تُذكر..!! فالإدارة الأمريكيّة فهمت جيّداً الرسالة.. تلك التي قالت أنّ نجاح واشنطن في التعتيم على ضحاياها ليس إنجازاً بالمعنى الاستراتيجيّ! ، خاصة وأنّها اقتنعت أنّ القيادة الإيرانيّة قادرة خلال ساعات قليلة، على إحراق نصف القواعد الامريكيّة على مستوى المنطقة، وذلك قياساً على ما تمّ في قاعدة عين الأسد ! "
قواعد اشتباك جديدة
اعتبر العبود في نهاية مقاله، أن المرحلة الحالية تعتبر مرحلة جديدة من حيث تطوير قواعد الاشتباك ، واصفا أن هذا المستوى الجديد ستبني عليه الولايات المتحدة كثيراً ، كما أنّ الجمهورية الإسلامية ومن خلفها حلف المقاومة، سيبنون عليه أيضاً، كون هذا المستوى سيعيد رسم خرائط جديدة لتوزيع القوى في المنطقة ، و سيكرّس مفاهيم جديدة حول الاستقرار في منطقة غرب آسيا بأكملها .
مع كل ما سبق ومع التحليلات الواقعية الكثيرة ، نستنتج صحة وقوع الخسائر الأمريكية خصوصاً حين اعترف أحد القادة العسكريين الأمريكيين أثناء مقابلة مع وكالة فرانس برس ، ( أنهم نجوا بمعجزة ! ، من القصف الإيراني ) , في حين أكدت قناة الميادين البارحة ضمن تقرير تلفزيوني أعدّه الإعلامي رضا الباشا ، أن الخسائر الأمريكية قد حدثت فعلاً ، و أن هناك عدداً من الجنود الأمريكيين تم نقلهم إلى مشافٍ أوروبية لتلقي العلاج ، إضافة إلى خسائر عديدة مازالت تتكتم عليها واشنطن حتى الأن .