الصفعة الإيرانية كسرت "العين" والهيبة الأميركية

22.01.2020

اعتاد الأميركيون على إنكار هزائمهم وتراجعاتهم وخساراتهم، ولذلك فإنّ المعتوه المخبول ترامب أنكر أية خسائر لقواته في الصفعة التي وجّهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقاعدة عين الأسد الأميركية الإستراتيجية، والتي هي مركز قيادة القوات الأميركية في العراق ولها أهميتها الكبرى عند الأميركيين على مستوى المنطقة، علماً أنّ المصادر الأجنبية والإسرائيلية وحتى الأميركية أكدت وقوع إصابات بشرية ومادية فادحة في القاعدة المذكورة المكسورة حيث لم تستطع كلّ التكنولوجيا العسكرية والدفاعات الأميركية اعتراض أو إسقاط أيّ صاروخ باليستي إيراني.

ولقد بانت هذه الصفعة الإيرانية على وجه الكاذب المخادع ترامب، فنور الحقيقة ساطعٌ كسطوع الشمس في رابعة النهار بحيث باتت معروفةً عند القاصي والداني مما يشير إلى أنّ إمبراطورية الإرهاب الأميركي في تراجع وانهزام مهما كانت حالة الإنكار التي يستخدمونها بواسطة آلة إعلامية ودعائية ضخمة على امتداد العالم كله… وهناك في أميركا ذاتها مَن يتحدّث عن إنكار الإدارة والمؤسّسات السياسية والعسكرية والإستخباراتية الأميركية لهذه الخسائر.

وجاء في سياق الكلمة العربيّة التي ألقاها قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام السيد علي الخامنئي يوم الجمعة 17/1/2020:

أودّ في هذه البرهة الحسّاسة من تاريخ هذه المنطقة أن يكون لي معكم أيها الاخوة العرب مختصَرٌ من الحديث.

في هذه الأيام استشهد قائدٌ إيراني كبيرٌ وشجاعٌ ومجاهدٌ عراقي طافحٌ بروح التضحية والإخلاص بأذرعٍ عسكرية أميركية، وبأمر من الرّئيس الإرهابي الأميركي. هذه الجريمة لم تُرتكب في ميدان المواجهة، بل جرت بصورة جبانة لئيمة.

القائد سليماني كان ذلك الرّجل الذّي يقتحم الخطوط الأمامية ويقاتل بشجاعة نادرة في أخطرِ المواقع، وكان العاملَ الفاعل في دحر عناصر داعش الإرهابية ونظائرها في سورية والعراق.

الأميركيون لم يجرؤوا أن يواجهوه في ساحات القتال فعمدوا إلى الهجوم عليه بنذالة من الجوّ حين كان بدعوة من حكومة العراق في مطار بغداد وأراقوا دَمَه الطاهر هو ورفاقه.

الحرس الإيراني دَكّ بضربة مقابلة أوّلية صاروخية القاعدة الأميركية وسحق أُبّهة وغطرسة تلك الدولة الظالمة المتكبّرة ويبقى جزاؤها الأساسي وهو خروجها من المنطقة».

وبذلك يؤكد الإمام الخامنئي بكلّ ثبات واطمئنان أنّ هذه الصفعة هي جزء من الردّ الإيراني الإستراتيجي على عملية الاغتيال التي استهدفت القائد الأممي الشهيد الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني والشهيد البطل القائد أبي مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وصحبهما، فدماء هؤلاء الشهداء غالية جداً، جداً جداً…

وكنا سلّطنا الضوء في مقالاتٍ سابقة على إخفاء الإدارات الأميركية المتعاقبة لخسائرها وجثث جنودها القتلى لدرجة الوصول إلى دفن هذه الجثث المخفيّة في مكبّات النفايات، ممّا يكشف الفرق الشاسع بين التأثيرات الحقيقية والأدبية والأخلاقية والمعنوية لمقتل الجندي والضابط الأميركي وبين شهادة الجندي والقائد المقاوم في تراث وثقافة ومفهوم الأحرار المقاومين الأبطال.

لقد كُسرت هيبةُ وعينُ الوِلايات المتحدة الأميركية في «عينِ الأسد»، وكشفتها وعرّتها الضربة الإيرانية والصدمة التي أحدثتها في رأس الإرهابي ترامب ومعاونيه المجرمين، وأصبح الجميع يتحدث عن الإصابات البشرية والمادية والتكنولوجية التي أحدثتها الضربة الإيرانية والتي أنكرها ترامب في البداية ثم عادت بلادُهُ بعدَ أيام ٍللتحدثِ عن أحَدَ عَشَرَ مُصاباً في صفوفِ جنودهِ! والأيام القادمة ستكشف المزيد من الخسائر في هذه الصفعة الإيرانية التي أصابت «العين» والهيبة الأميركية .