ماذا يجري على الخطّ السوري الروسي الإيراني التركي؟
إضافة إلى ما يُنشر في وسائل الإعلام، ومع التحفّظ على بعض ما يُنشر، فإنّ هناك حركة سياسية مترابطة تجري في المنطقة، منها ما هو معلن، ومنها ما هو غير معلن، تركّز بشكل أساس على إيجاد تسوية للأزمة في سورية، مستغلة تفشي فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية على الولايات المتحدة والدول الأخرى المعنية بالأزمة السورية.
اللاعب التركي على الساحة السورية أبلغ الروسي، حسب مصادر دبلوماسية، أنه مستعدّ للسير “في أيّ آلية” تحفظ حدوده الجنوبية، وسحب قسم كبير من قواته من الشمال السوري، مؤكداً على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها. وقد أبلغ التركي الروسي أيضاً بأنّ فاتورة وجود قواته في سورية باتت مكلفة في ظلّ أزمة كورونا والتداعيات الاقتصادية التي خلّفتها.
يُضاف الى ذلك شحّ المساعدات الخليجية والدولية للاجئين السوريين على الأراضي التركية حيث بات العبء الأكبر من فاتورة وجودهم على أنقرة.
كذلك أعرب التركي عن الاستعداد لتنفيذ اتفاقية سوتشي المتعلقة بنزع الأسلحة الثقيلة من الجماعات المسلحة في إدلب.
الروسي بدوره يعاني من كلفة وجود قواته في سورية، ويرى أنه بات عليه أن يسحب الجزء الأكبر من قواته من سورية بسبب الكلفة الباهظة لهذا الأمر في ظلّ أزمة كورونا وتدهور الأوضاع الاقتصادية، إلا أنه يبحث مع الحكومة السورية، في آليات إعادة اللاجئين من تركيا؛ لتأمين سحب هذا الجزء دون أيّ إشكالات، لذا فهو يتحفّظ على بعض النقاط في مسار هذه الآليات، أبرزها تأخر دمشق في الردّ على اللوائح المرسلة للاجئين، ومصدر هذا التحفّظ؛ انزعاج المبعوث الأممي الى سورية “غير بدرسون” الذي يعتبر انّ مدة شهر للردّ على اللوائح، طويلة ولا بدّ من تقصيرها وهذا ما يؤيده بها الجانب الروسي، خاصة أنّ تركيا باتت تئنّ من ثقل اللاجئين بعد توقف المساعدات لها أو شحّها من الدول الخليجية أو الغربية.
الأميركي وهو اللاعب الأخر على الساحة السورية، ابلغ بدوره الجانب الروسي، بأنه لن يبقى في سورية، لانّ النفط لم يعد مصدر أهميّة له، وهو يعاني من أزمة تفشي الفيروس على كاهل الاقتصاد الأميركي، وبالتالي هو مستعدّ كما أبلغ الروسي، للخروج منها، إن وُجدت تسوية تحفظ مصالحه هناك.
موسكو التي تعتبر نفسها الراعي السياسي للعملية السياسية في سورية على المستوى العالمي، تعتبر أن الفرصة الآن مؤاتية، لإيجاد تسوية، وفقاً للمعطيات التالية والكلام للمصدر الدبلوماسي:
1- تركيا في أزمة كورونا وتدهور الوضع الاقتصادي، وترزح تحت عبء حِمل اللاجئين السوريين، وشح المساعدات..
2- إدارة ترامب تعاني مأزق الفشل في إدارة أزمة كورونا، وهو يبحث عن مخارج لها تحقق له الفوز بولاية ثانية، بعيداً عن مغامرات قد تكلفه أكثر. ويرى الروسي أنه بوجود ترامب الآن إمكانية إيجاد تسوية أمر ممكن بعد أن تبلّغ منه الاستعداد للانسحاب من سورية، لكن في حال أتى رئيس آخر في تشرين المقبل الى أميركا فإنه لا يعلم ماذا سيكون موقفه من هذه القضية.
3- الكيان الصهيوني أيضاً ووفقاً للرؤية الروسية، يعاني أزمة سياسية تتعلق بتشكيل الحكومة وإمكانية الوصول الى انتخابات رابعة للكنيست في ظل الانقسامات السياسية، فضلاً عن التهديدات القضائية التي تلاحق نتنياهو في قضايا الفساد وخيانة الأمانة وصولاً الى ازمة كورونا.
الجانب الإيراني الذي يعتبر نفسه أمّ الصبي في أمن واستقرار المنطقة، دخل على الخط لمعالجة أزمات الخلافات بين هذه القوى، وزار وزير الخارجية محمد جواد ظريف دمشق قبل فترة قصيرة واقترح عقد اجتماعات افتراضية على مستوى وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا، الا انّ الاتصالات الأولية لم تؤدّ إلى نتائج، لذا اقترح الإيراني توسيع قنوات الاتصال، لتتعدى التنسيق الأمني، بين أنقرة ودمشق في سياق مسار أستانة وهو ما سيحظى بدعم روسي مؤكد. مع الإشارة الى انّ الحكومة السورية كانت قد أعلنت قبل أشهر عن حصول لقاءات ثنائية برعاية روسية بين رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك.