لماذا أهدى ترامب إسرائيل الجولان السوري المحتل؟

03.04.2019

تحت العنوان أعلاه، كتب ياروسلاف فياتكين، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول أبعاد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.

وجاء في المقال: يحب دونالد ترامب كثيرا القيام بحركات مفاجئة. وها هو يفعلها، فيعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي تحتلها. هذه الحركة الملكية العريضة وغير المتوقعة، لا قيمة مالية لها ولا تؤثر في شيء على المستوى العالمي، رغم أن هذه الأخيرة لا تزال قابلة للنقاش.

فما الذي سيتغير؟ في وضع المرتفعات القانوني لن يغير القرار شيئا. فلا فرصة لتغيير الوضع الدولي لهذه الأرض، ولن تتم مراجعة قرار مجلس الأمن الدولي. ذلك أن روسيا والصين لن تسمحا بذلك.

وقد أدين هذا الإجراء من قبل جميع الدول البارزة وجميع الحلفاء وحتى التابعين للولايات المتحدة. فحتى بريطانيا التابعة الموثوقة وقفت ضد القرار، ناهيكم بالبلدان الأوروبية الأخرى.

في الواقع، وجد ترامب نفسه في عزلة، طالما أرادت الولايات المتحدة مثلها لروسيا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا قامت واشنطن بفعلتها؟ ألم تفهم القيادة الأمريكية ما الذي تفعله؟ الاحتمال الأكبر هو أن خطوة ترامب لم تكن مصممة للخارج، إنما للداخل أولاً. في الخارج، يأخذ ترامب بالحسبان إسرائيل فقط، وفي الداخل اللوبي اليهودي القوي، الذي يريد الدعم منه.

فيما يتعلق بالوضع القانوني الحقيقي للجولان، لا تغيير بعد ولا يمكن أن يكون. لن تتخلى سوريا عن أراضيها، لكنها لأسباب واضحة لن تتمكن من العودة إلى هذه القضية قبل مضي زمن طويل. وإسرائيل نفسها، قد تقدّم مرة أخرى، مع تبدل الوضع السياسي أو السياسة الداخلية، اقتراحا لمقايضة الجولان بخطوات سورية جوابية. واعتراف الولايات المتحدة لن يؤثر في أي شيء.

أما روسيا، فغير معنية بعد بالجولان. صحيح أن روسيا، الآن، هي الضامن لاستقلال سوريا وسلامتها الإقليمية، لكن دمشق فقدت الجولان قبل الحرب الحالية بفترة طويلة، ولا يمكن لأحد أن يطالب موسكو بأي خطوات في هذا الشأن، باستثناء الخطوات الدبلوماسية.