مقابلة خاصة مع هنيبعل القذافي من سجنه في لبنان
تحدث هنيبعل القذافي، ابن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، في مقابلة خاصة عن تفاصيل خطفه من سوريا واعتقاله في لبنان، وسير عملية التحقيق معه في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، وتم التواصل معه وتلقي الإجابات عن طريق موكلته، ريم يوسف الدبري.
كيف تم خطفك من سوريا؟ ومن هم الخاطفون؟
بتاريخ 6/12/2015 تم اختطافي من سوريا على يد عصابة مسلحة ومن ثم ادخالي بالقوة بصورة غير شرعية من سوريا إلى لبنان عبر منطقة البقاع الموجودة على الحدود بين لبنان وسوريا.
وقد احتجزني الخاطفين لمدة أسبوع تم خلالها تعنيفي وتعذيبي جسدياً ومعنوياً بهدف ارغامي على البوح بمعلومات عن قضية اختفاء موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والد مدبر عملية الاختطاف وعباس بدر الدين، والتي وقعت في عام 1978.
علي يعقوب وحسن يعقوب من دبروا عملية خطفي من سوريا استغلوا الخط العسكري لدخولهم الي سوريا وعدم تفتيشهم من قبل السوريين.
احتجزت في لبنان بتهمة إخفاء الحقيقة في قضية موسى الصدر، فهل هناك أي تحقيقات رسمية تجرى أو محكمة، وعلى أي أساس أنت موجود في السجن، هل لديكم أي معلومة عن اختفاء موسى الصدر ورفيقيه؟
انا محتجز عند قوى الأمن اللبنانية وبدوره استلمني قاضي التحقيق العدلي الذي كان يتولى التحقيق في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه التي نلخص حيثياتها في ما يلي:
عام 1978 اختفى موسى الصدر أثناء زيارته الى ليبيا مع رفيقيه محمد يعقوب والصحفى عباس بدر الدين.
بتاريخ 1981/2/4 صدر المرسوم رقم 3974 عن مجلس الوزارء اللبنانى قضى بإحالة قضية اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه على المجلس العدلي.
بتاريخ 2008/8/21 صدر قرار الاتهام عن قاضى التحقيق العدلى فى قضية اختفاء موسى الصدر ورفيقيه، اتهم بموجبه والدي السيد معمر القذافى بالقيام بخطف الإمام الصدر ورفيقيه وأحيلت الأفعال المحركة على أساسها الدعوى
العامة عام 1981 إلى المجلس العدلى الذي باشر فى إجراءات المحاكمة وليزال ينظر الدعوى.
و تجدر الإشارة إلى أنني لم أكن لا شاهداً ولا مشتبهاً به ولا مطلوبا اثناء فترة التحقيق العدلى الممتدة من 1981 حتى 2008، وأن القرار الاتهامى الصادر بتاريخ 21 أغسطس/ آب 2008 عن المحقق العدلى الذى رفع يد قاضى التحقيق العدلى عن التحقيق وعن القضية، لم يتناولني بأية صفة كانت لا بصفة مشتبه به أو مدع عليه أو شاهد أو حتى مطلوب الاستماع إليه.
وهذا يعنى أن سبب استجوابي هو خطفي وليس لمعطى معين موجود في الملف القضائى المقفل من عام 2008، فإن قاضى التحقيق اللبنانى ليس فى ملفه المقفل أى دليل، إذاً سبب التوقيف ليس قضائياً بل فقط لاني ابن معمر القذافي.
على أثر عملية خطفي من سوريا الى لبنان ، قام قاضى التحقيق اللبناني الذى انهى تحقيقاته فى عام 2008 استدعائي كشاهد للادلاء بمعلومات عن قضية اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه، وكانت إجابتي خلال فترة الاستجواب، بأني لاأملك معلومات عن القضية وكان ذلك بغياب المحامين، ليدعي بأنني أكتم معلومات عن قضية اختفاء الصدر. في حين أنه بتاريخ اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه فى ليبيا عام 1978 كان عمري سنتين، أنا من مواليد 1976.
من في اعتقادك المسؤول عن قضية اختفاء موسى الصدر ومن يجب أن يسأل عنه؟
لو انهم يريدون البحث عن حقيقة اختفاء الإمام موسى الصدر، لماذا لا يسألون من كانوا مسؤولين في تلك الفترة مثل عبد السلام جلود كان مسؤولا عن الملف اللبناني في سنة 1978 وباعتقادي ان اللبنانيون لا يريدون حل لهذه القضية.
هل أنت متضرر في هذه القضية وما الذي ينص عليه القانون الدولي؟
مدة سجني في لبنان تعسفياً وسياسياً ولا يوجد لدي قضية بل أنا من تضرر وتم استدراجي عبر فاطمة مسعود ومن ثم خطفي وتعنيفي من قبل حسن يعقوب وعلي يعقوب من الأراضي السورية إلى اللبنانية وأنا لاجئ سياسي وبهذا يكونوا انتهكوا سيادة الدولة السورية. كما طبعا كل هذه التصرفات تخالف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
هل تقوم زوجتك وأولادك بزيارتك وما هي ظروفهم في سوريا؟
لا، لم يتمكنوا من زيارتي بعد واني قلق بشأنهم لأنهم ليس في مأمن وذلك بسبب الأوضاع في سوريا ولا يوجد من يُؤْمِن لهم طلباتهم وهم بحاجة لوالدهم.
ما هو وضعك الصحي ومن ماذا تعاني؟
وضعي الصحي غير جيد وأنا أعاني من عدة أشياء أزمة صدرية وعدم التنفس جيدا: ألم في أسفل الظهر واحتكاك في الركب والمفاصل ومشاكل جلدية، وذلك بسبب عدم تعرضي للشمس، وكذلك لدي كسر في أنفي وإصابة في رأسي، وذلك بسبب الضرب الذي
تعرضت له أثناء خطفي من سوريا إلى لبنان وألم في رجلي اليسرى، ولا أستطيع السير عليها بشكل جيد، وأريد أن أشير إلى نقطة مهمة وهو أني أطالب منظمة الأمم المتحدة بإرسال فريق طبي إلى لبنان لزيارتي في سجني وتقديم تقرير طبي عن حالتي.
ما هي ظروف السجن؟
ظروف السجن غير لائقة ولا أتواصل مع اَي إعلام أو صحافة واَي شخص يقوم بزيارتي يمنع من الدخول إلي لبنان في الزيارة المقبلة.
هل لديكم نية في ممارسة السياسة عندما يفرج عنكم؟
لكل حادث حديث لا استطيع الحكم الآن أو آخذ اَي قرار. أريد أن أقول نقطة مهمه هو أني لم أتقلد اَي منصب أمني طيلة فترة عملي بليبيا، ووظيفتي كانت مستشار في النقل البحري فقط لا غير. ونحن نتطلع لدور أكبر لروسيا كدولة عظمى في مثل هذه القضايا الانسانية التعسفية شاكرا المجهودات المبذولة لإطلاق سراحي من قبل خاطفيني.