سوريا .. دولة واحدة ومستقلة ومنتصرة

20.04.2017

عادت مستشارة الرئيس الأسد للشؤون  السياسية والإعلامية بثينة شعبان من موسكو بتأكيدات روسية تنسجم مع التقدم الذي يحققه الجيش السوري على مختلف جبهات الميدان السوري وتنسجم كذلك مع نتائج المصالحات الاستراتيجية التي تحصل في سوريا، على أن وحدة واستقلال سوريا هو مبدأ رئيسي سيحكم مجريات الأحداث في الفترة القادمة.وفي الوقت الذي أكدت فيه الدكتورة شعبان أن دمشق لن تقبل بأقل من وحدة سورية وسيادتها واستقلالها ولن تتزحزح عن مبادئها، انتهى اجتماع ثلاثي لخبراء الترويكا الثلاثية الضامنة لعملية أستانا، روسيا وإيران وتركيا، في طهران أكدت الأخيرة بعده «ضرورة الاهتمام بكافة أبعاد الأزمة السورية في آن واحد»، بموازاة تأكيد موسكو أن استخدام الكيميائي في إدلب «استفزاز صارخ، يهدف إلى تقويض الهدنة والعملية السياسية».وفي لقاء مع قناة «الميادين» اللبنانية مساء أمس قالت شعبان: لن نقبل بأقل من وحدة سورية وسيادتها واستقلالها ولدينا مبادئ لن نتزحزح عنها على الإطلاق، وأضافت: «لا يوجد حديث عن أي سلطة انتقالية على الإطلاق وهي من الماضي».
واعتبرت أن العدوان الأميركي على مطار الشعيرات «عدوان أهوج من دون لجنة تحقيق ومن دون التأكد من الحقيقة، والولايات المتحدة فشلت في تحقيق أي من أهداف عدوانها، وما تفعله حالياً هو تخبط», وقالت: «إن العدوان الأميركي هدفه تحسين شروط التفاوض لا أكثر».
وحول لقاء موسكو الثلاثي بين وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران الجمعة الماضي قالت شعبان: «فهمنا من موسكو أننا لن نشاهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضرب سورية مجدداً»، قبل أن تستدرك: «لا يمكن أن نراهن على ما يفعله ترامب وما يمكن أن نراهن عليه هو ما نفعله نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا»، وأضافت: «اليوم سورية وحلفاؤها روسيا وإيران وحزب اللـه أقوى من أي وقت آخر».
بموازاة ذلك قالت الخارجية الإيرانية في بيان لها: إن وفود إيران وروسيا وتركيا «ناقشت في اجتماعاتها مشروع الوثائق المعروضة على الأطراف الثلاثة، منها وثائق تتعلق بنظام وقف إطلاق النار وتنفيذه، وتبادل السجناء والمختطفين، وقضايا أخرى».وكان الرئيس الأسد قد أكد في عدة مناسبات أن الجيش السوري وسلطة الدولة السورية ستعود إلى كل شبر في سوريا، وأن أي قوات أجنبية على الأرض السورية بدون موافقة الحكومة السورية سيتم التعامل معها على أنها غازية في إشارة إلى القوات الأمريكية والتركية وحلفائها، بالإضافة إلى تصرح أردوغان أمس بضرورة عدم تقسيم سوريا وبقائها دولة واحدة.ويتخيل بعض المحللين أن وجود 900 جندي أمريكي وبعض الميليشيات الكردية المتحالفة هو وجود "أبدي أو متين"، غافلين أن القوات الأمريكية خرجت من العراق ومن لبنان سابقا بسبب الضغط العسكري عليها، وغافلين أن الجيش السوري الذي انتصر على جيوش من الإرهابيين المدججين خلال معارك "قتال شوارع وحرب عصابات"، لن يصعب عليه التعامل مع أي قوات كردية أو أمريكية.  ومن جهة أخرى، وفي بيان نقله موقع قناة «العالم»: قدم وفد من خبراء الأمم المتحدة قضايا تخصصية ومساعدات فنية قيمة خلال مشاركته في اللقاء بصفته مراقباً، مبيناً أن الوفود اتفقت على عقد اجتماع آخر قبل «أستانا4» بيوم، أي في الثاني من أيار.
وأكدت طهران ضرورة الاهتمام بكافة أبعاد الأزمة السورية في آن واحد، أي البعد العسكري ومكافحة الإرهاب والبعد السياسي والبحث عن حلول سياسية عبر توافقات سورية سورية والبعد الإنساني.
وفيما يتعلق والملف الكيميائي، نقل وفد بريطاني عن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو «أن المادة المستعملة بالهجوم الكيميائي المزعوم على خان شيخون هي السارين أو مادة مشابهة له، وفقا لنتائج التحاليل التي أجرتها المنظمة مؤخراً»، بحسب موقع «روسيا اليوم»، قبل أن يعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن لدى بلاده عناصر ستتيح لهم «الإثبات أن النظام السوري استخدم فعلا السلاح الكيميائي»، وفقاً لوكالة «فرانس برس»، ليتصل نظيره الروسي سيرغي لافروف به ويبلغه أن موسكو تعتبر كيميائي إدلب «استفزازا صارخاً، يهدف إلى تقويض الهدنة والعملية السياسية في سورية».في الأثناء ذكرت وكالة «سبوتنيك» أنه جاء في التقرير الرسمي الأميركي حول عدوان الشعيرات، أن الدليل الوحيد على أن القوات الحكومية السورية هي من قام بالهجوم، هو صورة تظهر حفرة قد تركها صاروخ في أحد شوارع المدينة، وهو ما فنده البروفيسور في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ثيودور بوستول ومفتش الأسلحة السابق بالأمم المتحدة سكوت ريتر.