قمّة البحر الميت.. صفر عربي مكعّب

28.03.2017

يشهد البحر الميت غداً، قمّة للملوك والأمراء وبعض الرؤساء العرب، وكما هي العادة السنوية، تتمّ مناقشة جملة عناوين وقضايا، ويتوافق المجتمعون على بيان ختامي متضمّناً مقرّرات وتوصيات، صالحة فقط لمدة لا تتجاوز لحظة إذاعتها!

مَن يراجع بيانات القمم العربية، يكتشف موسوعة من القرارات والتوصيات الكبيرة ، كلّها بقيت حبراً على ورق، ذلك، لأنّ بعض الأنظمة العربية بارعة في الأقوال والشعارات، وعاجزة عن الفعل، وبعض القادة العرب لا يجيدون سوى إدارة أمور المناسف وحلبات رقصة السيوف.

المسألة الفلسطينية التي هي قضية مركزية، لم تحصل من القمم العربية، على أكثر من لاءات قمة الخرطوم، لاءات سرعان ما تنصّل منها معظم العرب، فذهب بعضهم إلى كمب ديفيد متصالحاً مع العدو اليهودي، وبعضهم الآخر ذهب سراً وأقام علاقات التطبيع مع مغتصب أرض فلسطين. علاقات تتكشّف فصولها يوماً بعد يوم، من دون أن يرفّ للمطبّعين جفنٌ.

وعليه، ليس مأمولاً من قمة البحر الميت أن تعزّز آمال الفلسطينيين بأن تبقى القدس قدسهم، وأن يحققوا حلم التحرير والعودة إلى فلسطين كلّ فلسطين وليس مأمولاً من قمة البحر الميت أن تحقق رجاء السوريين بالتخلّص من الإرهاب والتطرف، وبإنهاء الحرب الإرهابية على بلدهم ولن تنقذ الصوماليين من المجاعة والكوليرا ولن تحمي أطفال اليمن من غارات التحالف العربي ولن تنتصر لحقوق الإنسان في البحرين ولن ترسم بسمة على وجوه أطفال العراق والشام.

إنّ قمة عربية، يصوغ مقرّراتها وزراء بلاط، بعضهم تورّط في صياغة قرار تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية، لن يكون لها أيّ وقع وأيّ تأثير، ولن يكون لقراراتها أيّ صدى على الإطلاق. فهي تستحق تسمية قمة العزلة العربية أو قمة العجز العربي. وكم هو قبيح المشهد، أن ترى الملوك والرؤساء يجتمعون في البحر الميت، في حين أنّ مسارات الحلّ السوري تناقش في جنيف وفي أستانة وفي روسيا الاتحادية وفي أكثر من عاصمة دولية واقليمية.

القمة العربية غداً في البحر الميت، رحلة استجمام، ومنصة خطب جاهلية.

قمم العرب بلا دمشق، ومهما حملت من عناوين، لا تعدو كونها حفلات ذلّ وخنوع، وتساوي صفراً عربياً مكعّباً.