الصين تأخذ العبرة من اليابان لمجابهة الولايات المتحدة
"الصين تخشى السقوط في حفرة اقتصادية بضغط من الولايات المتحدة"، عنوان مقال فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تعلم بكين من الأخطاء التي سبق أن ارتكبتها طوكيو.
وجاء في المقال: من المتوقع أن يتوجه الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوشين إلى بكين، مطلع الأسبوع المقبل، لمواصلة المفاوضات التجارية. قد يتم إبرام صفقة في نهاية أبريل. لكن العديد من المعلقين يشككون في ذلك، لأن الولايات المتحدة تطالب الصين بالحد من ضعف اليوان. فيما يخشى الاقتصاديون الصينيون أن لا تتمكن بكين، إذا قدمت مثل هذا التنازل، من تجنب الركود، كما جرى لليابان في الثمانينيات.
ففي الوقت الذي أخذ فيه المفاوضون الصينيون والأمريكيون استراحة، دعت بكين مجموعة من الاقتصاديين اليابانيين الوازنين إلى اجتماع. فالخبراء الصينيون يريدون الحصول على مشورة منهم بشأن ما يجب القيام به حتى لا يكرروا مسار اليابان، التي لبت في الثمانينات مطالب الولايات المتحدة فيما يتعلق بسعر صرف العملة ووصول السلع الأمريكية إلى السوق اليابانية.
وفي الصدد، قال كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر لومانوف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "الاختلافات بين اليابان والصين، واضحة ومبدئية. فاليابان، كانت ولا تزال حليفا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا للولايات المتحدة.
وقد تمت صياغة الاقتراح الأمريكي كعرض لا يمكن رفضه. ذلك أن الرفض كان سيعني انفصالا جديا عن أمريكا، وكان ذلك غير وارد خلال الحرب الباردة. أما الصين فليست حليفة للولايات المتحدة". ووفقا للومانوف، "لا يمل الكتّاب القوميون الصينيون من تكرار أن الصين، بخلاف اليابان، يجب أن تكون قادرة على قول "لا".. فهي دولة ذات سيادة يمكنها أن تقول لا إذا ما انتُهكت مصالحها".
بالإضافة إلى قضية العملة، يتضمن جدول أعمال المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين تغييرات هيكلية في الاقتصاد الصيني. وفيما أبدت الصين بكين مرونة، في السابق، فإنها، الآن، وفقا لبلومبرغ، تقوم بخطوة إلى الخلف، ذلك أن الإدارة الأمريكية لا تقدم ضمانات بإلغاء الرسوم المفروضة على البضائع الصينية.
وكما لاحظ المعلق الصيني غاري هوان، تتحول المفاوضات إلى اختبار لإدارة دونالد ترامب وشي جين بينغ. فهما يمثلان نموذجين اقتصاديين متعارضين: اقتصاد السوق الحر ورأسمالية الدولة، التي يقودها الحزب. وهذا ما يجعل التوصل إلى حل وسط أمرا بالغ الصعوبة.