البريطانيون يديرون ظهرهم للاتحاد الأوروبي

الجمعة, 24 يونيو, 2016 - 09:30

صوت البريطانيون، بحسب تقديرات الشبكات الاعلامية الكبرى في بريطانيا الجمعة، لمصلحة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي في استفتاء تاريخي بدأت آثاره الاولى تظهر في الاسواق المالية الآسيوية.
وبلغت نسبة مؤيدي الخروج من الاتحاد 52 بالمئة، كما تفيد تقديرات شبكتي "بي بي سي" و"سكاي نيوز" بعد فرز الاصوات في 374 من اصل 382 مركزا للاقتراع. وكانت المشاركة كبيرة، اذ بلغت نسبتها 72,2 بالمئة، حسب ارقام رسمية.
ومع تقدم مؤيدي الخروج من الاتحاد، اعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن الجمعة ان اسكتلندا "ترى مستقبلها داخل الاتحاد الاوروبي". وقالت "بانتظار النتيجة النهائية، يدل التصويت هنا (في اسكتلندا) على ان الاسكتلنديين يرون مستقبلهم داخل الاتحاد الاوروبي".
ودعا حزب "شين فين"، الواجهة السياسية للجيش الجمهوري الايرلندي، صباح الجمعة الى استفتاء حول ايرلندا موحدة.
وصوتت كل من اسكتلندا وايرلندا مع البقاء في الاتحاد الاوروبي.
وسجلت اسهم الشركات الكبرى في بورصة طوكيو تراجعا تجاوز نسبته الثمانية بالمئة الجمعة مع تقدم معسكر مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وانخفض مؤشر سوق المبادلات في طوكيو نيكاي 8,30 بالمئة او 1347,79 نقطة الى 14890,56 نقطة. اما مؤشر توبيكس الاوسع فقد هبط 8,16 بالمئة بخسارته 105,91 نقطة الى 1192,80 نقطة.
ودعا وزير المالية الياباني تارو اسو الى مؤتمر صحافي عاجل مع ارتفاع سعر الين ايضا. وبلغ سعر الدولار منتصف النهار (بالتوقيت المحلي) 99,04 ينا وهو رقم لم يسجل منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
وكان زعيم حزب الاستقلال البريطاني (يوكيب) المناهض للاتحاد الأوروبي والمهاجرين نايجل فاراج، اعلن قبيل اعلان تقديرات "سكاي نيوز" و"بي بي سي"، انه بدأ "يحلم بمملكة متحدة مستقلة".
وقال فاراج لناشطين مؤيدين للخروج من الاتحاد في احد مباني لندن "أجرؤ الآن أن أحلم بأن الفجر مقبل على مملكة متحدة مستقلة". واضاف "اذا تحققت التوقعات فسيكون ذلك انتصار للاشخاص الصادقين، الاشخاص العاديين".
وتابع فاراج، مؤسس حزب الاستقلال الذي يدعو منذ بداياته الى الانسحاب من الاتحاد الاوروبي، "فعلنا ذلك من اجل اوروبا باكملها. آمل ان يسقط هذا الانتصار ذاك المشروع الفاشل وان يدفعنا باتجاه اوروبا مكونة من دول سيادية".
واكد وسط حشد متحمس "لنتخلص من العلم (الاوروبي) ومن بروكسل (المفوضية الاوروبية) ومن كل ما فشل. لنجعل من الثالث والعشرين من حزيران/يونيو يوم استقلالنا".
وكان مراهنون يشيرون عند اغلاق مراكز التصويت في الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش الخميس الى ان فرص فوز معسكر البقاء في الاتحاد الاوروبي تتجاوز التسعين بالمئة.
ويفترض ان تعلن صباح الجمعة النتيجة الرسمية لهذا الاستفتاء الذي ستكون له تداعيات هائلة على بريطانيا واوروبا باكملها.
- بانتظار النتائج -
وفي المدن الكبرى بما فيها العاصمة لندن، تنتظر تجمعات شعبية النتائج النهائية. وقد صوت حي الاعمال باغلبية ساحقة مع البقاء في الاتحاد، لكن عدد الاصوات ليس كبيرا ليؤثر على النتيجة.
وفي مقر حملة "صوتوا على الخروج" (فوت ليف) في مبنى لندني، سادت اجواء احتفالية وفتحت زجاجات الشمبانيا مع اعلان تقدم مؤيدي الخروج في اول مدينة، وهي ساندرلاند. واستقبل الحشد بهتافات فرح اعلان التلفزيون عن كل نتيجة مؤيدة للخروج من الاتحاد.
واشار استطلاع اخير نشر ليلا الى تقدم معسكر البقاء في الاتحاد. وافاد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوغوف أن 52 في المئة صوتوا لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، في مقابل 48 في المئة ايدوا الخروج منه.
وتحدثت "يوغوف" مع 4772 شخصا كانت تحدثت معهم الاربعاء، لمعرفة كيف صوتوا فعليا.
وتدخل كل القادة الاوروبيين لمحاولة ابقاء البريطانيين داخل الاتحاد، نتيجة الادراك ان خروج بريطانيا سيشكل تهديدا لنادي الدول الاعضاء.
وحذرت كل المؤسسات الدولية، من صندوق النقد الدولي الى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، من ان خروج بريطانيا سيؤدي الى عواقب سلبية على الامد البعيد ناهيك عن التبعات الاقتصادية الفورية.
- "كارثة" -
واقترع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي خاض حملة من اجل البقاء في لندن برفقة زوجته سامانثا، دون الادلاء بتعليق. لكنه دعا لاحقا على موقع تويتر مواطنيه الى اختيار البقاء لضمان "مستقبل افضل" حسب قوله.
كما صوت رئيس حزب العمال المعارض جيريمي كوربن المؤيد للبقاء في احد مراكز التصويت في لندن. وردا على سؤال حول فرص فوز معسكره، قال ممازحا "يمكنكم ان تسألوا وكلاء المراهنة" الذين رجحوا كفة "البقاء".
وكان نايجل فاراج كتب في تغريدة على تويتر لتعبئة مناصريه مساء "إذا كنتم تريدون استعادة حدودكم وديموقراطيتكم وبلدكم، صوتوا لصالح الخروج". وقال رئيس بلدية لندن السابق المؤيد للبقاء بوريس جونسون إن النتائج "ستكون متقاربة جدا".
وكان على المقترعين ان يجيبوا على سؤال "هل يجب ان تبقى المملكة المتحدة عضوا في الاتحاد الاوروبي او ان تغادر الاتحاد الاوروبي؟".
وفي لندن والجنوب الشرقي، توقفت وسائل النقل عن العمل بسبب سوء الاحوال الجوية، كما اغلقت مراكز اقتراع عدة أبوابها مؤقتا خلال النهار بعدما غمرتها المياه.
وقد يثير اضطرابات سياسية مع احتمال رحيل محتمل لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي يجازف بمكانته في التاريخ عبر هذا الاستفتاء.
وفي هذا الإطار، وقع نحو 84 نائبا محافظا من المشككين في الاتحاد الأوروبي والمؤيدين لخروج بريطانيا منه، رسالة الخميس أكدوا فيها دعمهم لبقاء كاميرون رئيسا للوزراء، مهما كانت نتيجة الاستفتاء. ومن بين الموقعين بوريس جونسون
المصدر: وكالات