أوباما وكلينتون يسلّمان بترامب رئيسا.. ومخاوف من ملاحقة هيلاري قضائيا
بعد فوز دونالد ترامب غير المتوقع في إنتخابات الرئاسة الأمريكية، تعهدت منافسته المهزومة هيلاري كلينتون بدفن كل ما خلفه السباق الرئاسي الطويل بينهما من مرارة، والعمل على توحيد بلد منقسم.
وبعد فوز ترامب المفاجئ على كلينتون التي لطالما زعمت وسائل الإعلام الغربية ومؤسسات دراسة الرأي العام جتمية فوزها، تعهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وشخصيات كبيرة بالحزب الجمهوري واجهت صعوبة في التوافق مع ترامب، بتجاوز ما حدث خلال الحملة الانتخابية.
وقالت المرشحة الديمقراطية كلينتون في خطاب إقرارها بالهزيمة ومعها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وابنتها تشيلسي "دونالد ترامب سيكون رئيسنا. نحن مدينون له بعقل مفتوح (وإعطائه) الفرصة للقيادة."
وأضافت لأنصارها أنه في حين أن خسارتها مؤلمة وأن هذا الألم سيستمر لفترة طويلة، عرضت العمل مع ترامب الذي يستعد لبدء ولايته التي تستمر أربع سنوات اعتبارا من 20 يناير/كانون الأول القادم.
واستفاد ترامب قطب العقارات الثري ونجم برامج تلفزيون الواقع السابق، من سخط المواطنين تجاه المسؤولين في واشنطن، ليفوز على كلينتون في الانتخابات. وترشحت كلينتون للرئاسة عام 2008 وهي السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة كما كانت عضوا بمجلس الشيوخ ووزيرة للخارجية.
وقال أوباما في البيت الأبيض "كلنا نعمل الآن من أجل نجاحه في توحيد وقيادة البلاد"، مشيرا إلى أن موظفي إدارته سيتعاونون مع ترامب لضمان نجاح عملية الانتقال. وقال أوباما "لسنا ديمقرطيين أولا ولسنا جمهوريين أولا. إننا أمريكيون أولا."
لكن في تعبير عن المرارة التي شابت الحملة الانتخابية الطويلة التي ركزت على الشخصية اكثر مما ركزت على السياسات، وقعت احتجاجات متفرقة في أجزاء مختلفة من البلاد رفضا لفوز ترامب وندد المتظاهرون بتصريحاته خلال الحملة عن المهاجرين والمسلمين وجماعات أخرى.
واحتج الآلاف في أجزاء مختلفة من الولايات المتحدة على فوز ترامب المفاجئ بانتخابات الرئاسة الأمريكية وانتقدوا التصريحات التي أدلى بها خلال حملته بشأن المهاجرين والمسلمين وجماعات أخرى.
ونزل آلاف المحتجين ليل الأربعاء إلى شوارع وسط مانهاتن فيما هتف مئات تجمعوا في متنزه بوسط المدينة "ليس رئيسي".
وفي شيكاغو، حاول نحو ألف شحص التجمع خارج فندق "ترامب انترناشونال"، ورددوا عبارات مثل "لا لترامب" و"أمريكا لن تكون عنصرية."
وقال مصدر قريب من حملة ترامب إن الرئيس المنتخب وكبار مساعديه اجتمعوا في برج ترامب في نيويورك، لبدء عملية الانتقال. وأضاف "إنهم منشغلون بالاجتماعات والتخطيط للخطوات القادمة والانتقال والأيام المئة الأولى والمناصب الرئيسية."
وسيستفيد ترامب من الأغلبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، وهو ما يمكن أن يساعده في تنفيذ أجندته التشريعية وتعيين قاض بالمحكمة العليا بدلا من القاضي المحافظ أنتونين سكاليا الذي غيبه الموت.
وقال رئيس مجلس النواب بول ريان الذي اتسمت علاقته بترامب بالتوتر للصحفيين "الآن سيقود دونالد ترامب حكومة جمهورية موحدة وسنعمل يدا بيد على وضع جدول أعمال إيجابي للتعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد."
وفي مقابلة مع "رويترز" في 25 أكتوبر/تشرين الأول، قال ترامب إنه حين يتولى المنصب سيتصدر أولوياته تعزيز الحدود ومساعدة المحاربين القدامى والسعي لتوفير المزيد من فرص العمل.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه يوم الأربعاء، وعد أيضا ببدء مشروع لإعادة بناء البنية التحتية الأمريكية وزيادة فرص العمل، وقال إنه سيكون رئيسا لكل الأمريكيين.
لكن كيليان كونواي مديرة حملة ترامب، لم تستبعد تعيين مدع خاص للتحقيق في سلوك كلينتون المشبوه وقضية الرسائل الإلكترونية، وفساد مؤسستها الخيرية، الأمر الذي هدد به ترامب خلال حملته الانتخابية.
وقال جوش إيرنست المتحدث باسم أوباما، إن البيت الأبيض يأمل أن يستمر تقليد عدم استخدام نظام العدالة الجنائية للانتقام من الخصوم السياسيين في عهد ترامب.
وقال مساعد لجيسون تشافيتز، العضو البارز من الحزب الجمهوري في مجلس النواب، إن تشافيتز يعتزم مواصلة التحقيق في استخدام كلينتون لخادم بريد إلكتروني خاص بدلا من خادم البريد الحكومي حين كانت وزيرة للخارجية.
وتعهد زعماء أجانب بالعمل مع ترامب، فيما عبر بعض المسؤولين عن قلقهم من أن تؤذن نتيجة الانتخابات بنهاية حقبة النيوليبرالية وتدخل واشنطن في الشؤون الدولية ،ونظر حلفاؤها إليها على أنها "ضامنة للسلام".
ويرجح محللون تحسن العلاقت الأمريكية الروسية في عهد ترامب، رغم السياسة الخارجية الأمريكية العدائية تجاخ موسكو على مدى سنوات، إذ وعد الرئيس المنتخب بتحسين العلاقات مع موسكو ، كما اعرب عن إمكانية اعتراف بلاده بروسية شبه جزيرة القرم.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تحدث إلى ترامب هاتفيا، واقترح أن يجتمعا "في أقرب فرصة."
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بكين وواشنطن تتشاركان المسؤولية عن تعزيز التنمية والرخاء العالميين.
ودعت إيران ترامب للالتزام بالاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الذي انتقده بشدة. في حين انتاب المكسيك جارة الولايات المتحدة ارتباك شديد بعد فوز ترامب، الذي كثيرا ما اتهمها بسرقة الوظائف الأمريكية وإرسال المجرمين عبر الحدود الأمريكية.