ترامب وروسيا على علاقة "غريبة"
تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بافيرين، في "فزغلياد" الروسية، حول تعاطي ترامب المحسوب جيدا وكلماته الموزونة بخصوص روسيا والرئيس بوتين شخصيا.
وجاء في المقال: قبل عامين بالضبط، تولى دونالد ترامب منصبه كرئيس. كان خصومه داخل أمريكا ينتظرون من ذلك كارثة، بينما في روسيا كان كثيرون يأملون في علاقات أفضل مع الولايات المتحدة. إنما، لم يحدث أي من الأمرين: الاقتصاد الأمريكي ينمو، وعلاقات واشنطن مع موسكو إلى مزيد من التدهور..على الرغم من ذلك، لا يمكن القول بأن الرئيس الـ45 للولايات المتحدة مكروه في روسيا.
لقد كان جورج دبليو بوش، على سبيل المثال، محتقرا بشكل علني: فقد كان يُعتبر نبرة جيدة أن يكتب عن الزعيم الأمريكي كراعي بقر غبي. وباراك أوباما، الذي شملت رئاسته اندلاع الحروب في دونباس وسوريا، عُفّر اسمه بلا نهاية في المقالات والرسوم الكاريكاتورية. لكن هناك عددا قليلا جدا من المنشورات والكاريكاتير عن ترامب، على الرغم من أن شخصية الرئيس الأمريكي تفتح الشهية لذلك، كما هو واضح في وسائل الإعلام في وطنه الأمريكي.
ربما فقط لأنه نادرا ما تخطى الحد المهم للغاية – حد عدم الاحترام الصريح لروسيا ورئيسها- بل على النقيض من ذلك، حاول أن يكون لبقا قدر الإمكان وتجنب نبرة التعليم (في علاقته بالرئيس بوتين)... فعلى الرغم من أن ترامب يفسد بسهولة العلاقات الشخصية، ليس فقط مع المعارضين إنما ومع حلفاء أمريكا، إلا أنه يتحدث عن روسيا وبوتين، كما لو أنه يزن كل كلمة..
إنها مفارقة، لكنها حقيقة: الإعلام الروسي يشيد برئيس الولايات المتحدة للنجاح الاقتصادي أكثر من الإعلام الأمريكي.
هذه اللباقة المتبادلة بين ترامب وروسيا (لكن ليس فريقه وروسيا أو روسيا والولايات المتحدة) النتيجة الإيجابية الوحيدة لرئاسة الملياردير. فعلى الرغم من أنه يسمح بإبقاء الباب مفتوحا لمزيد من الحوار معه، سيكون من الصدق افتراض أنه إذا لم يتمكن حتى ترامب، الذي انتقل إلى البيت الأبيض "لتجفيف مستنقع واشنطن" من دفع علاقات روسيا والولايات المتحدة نحو التحسن، فلن يتمكن أحد من ذلك لأن الحقبة غير مناسبة.