تقدم الأعداء مستمر... كشف تفاصيل جريمة بحق الدخل والاقتصاد السوري... وتوقعات مخيفة

30.07.2020

وصل سعر الفروج في سوريا إلى 7000 ل. س وفي أماكن أخرى إلى 8000 ل.س، وسعر صحن البيض إلى 4000 ل.س، ولتر زيت سولينا النباتي إلى 3500 ل.س، بالتوازي مع فشل الحكومة في تأمين الأعلاف المحلية المطلوبة للدواجن، والاعتماد على استيراد فول الصويا والذرة وإغلاق 60% من المداجن السورية وتسريخ عمالها.

يأتي ذلك بالتوازي مع وصول سوريا إلى استيراد الزيوت النباتية، وفشل وزارة الزراعة في دعم زراعة عباد الشمس والذرة، وهذا الفشل يعتبره البعض فشلا مقصودا لأن دعم هذه الزراعة ليس مستحيل في بلد تربته خصبة ومناخه مناسب للزراعة، مع العلم أن زراعة الذرة تشكل علفا للدواجن ويمكن استخراج الزيوت النباتية منها، ما يجعل قيمتها المضافة عالية جدا مع إمكانية تشغيل اليد العاملة في هذا المجال.

بالمطلق هناك ضعف كبير فوق العادة في أداء وزارة الزراعة والوزارات الاقتصادية بشكل عام في تحقيق دعم هذه الزراعات التي تشكل المواد الأساسية للأعلاف وتوفر استيراد الزيوت النباتية والسكر (فشل في زراعة الشوندر السكري)، بالتالي هذا الضعف في تأمين البذار وتشجيع الفلاحين على الزراعة يعتبر أمر خطير جدا على الاقتصاد السوري التي تحاصره الولايات المتحدة في الوقت الذي تتراجع فيه الليرة بسبب زيادة الطلب على الدولار بشكل كبير واضطرار الحكومة على الإنفاق الجاري والاستثماري بالليرة السورية.

بالنهاية وفي النتيجة الأولى من يتضرر عند وصول أسعار الفروج والزيت والبيض لهذا الحد هو الموظف خصوصا الموظف العسكري أو الضابط الذي لا يعمل أية أعمال جانبية، أما باقي الطبقات من تجار وأعمال حرة فهي ترتفع أجورها مع زيادة التضخم في البلاد، أما الموظف الذي لا يستطيع أن يعمل أعمال إضافية فتكون هذه كارثة حقيقية. 

ما يثير الاستغراب أنه منذ 4 سنوات تجتمع الحكومة ونسمع ("توصي الحكومة بدعم الدواجن"، توصي الحكومة بدعم الإنتاج الزراعي"!!!، توصي الحكومة بتخفيض الأسعار!!) وتمر السنوات ولا يتم دعم أهم الزراعات (فول الصويا والذرة والشوندر السكري التي توفر استيراد السكر والزيوت النباتية والأعلاف التي يدفع ثمنها بالدولار وتدفع المداجن إلى الإغلاق بسبب ارتفاع التكاليف).

وزارة الصناعة والزراعة فشلتا في توسيع صناعة السماد محليا، لماذا؟ هل هي جملة عادية تكتب في مقال؟ أم أنها جريمة بحق اقتصاد محاصر ويحتاج فيه المواطن لدفعة تدفعه للأمام وليس أخطاء متكررة نكتب عنها كل عام على الفاضي.

 

التوقع المخيف

سيصل الدولار إلى 5000 بشكل مؤكد إذا لم يتم التوجه إلى دعم حقيقي لزراعة فول الصويا والذرا والشوندر السكري بشكل واسع وتحفيز الفلاحين على ذلك من خلال شراء المحاصيل منهم وتأمين البذور والأسمدة المحلية لهم. وإدخال التطبيقات الإلكترونية على كل الخدمات وتسهيل المعاملات وإلغاء الروتين بشكل كلي وإعادة تسهيل الحصول على كافة التراخيص (وهنا أيضا كارثة أخرى فأصغر معاملة ترخيص تحتاج إلى عشرات التواقيع الصعبة).

ويجب وأهم شيء دعم التصدير (وتأمين إنتاج صناعي وزراعي وساع له) بشكل كامل وإيجاد أسواق خارجية لأن المغتربين والتصدير هما العمود الفقري للدخل السوري ومواجهة ارتفاع سعر الصرف.

بالنهاية من يمنع التوسع الانتاجي الحقيقي وليس ما نراه الان.. هم أعداء الدولة السورية والجيش السوري الذين يعملون على إقصاء الكفاءات القادرة على الإبداع وخلق الإنتاج ومحاربتها، وتهميشها من دون أي رادع.

نعم التفتيش على الفساد لا يستطيع أن يحاسب وزارة الزراعة لأنها لم تدعم زراعة الشوندر والذرة وفول الصويا ومن ثم تأمين الأعلاف للمداجن وتأمين صناعة السكر والزيوت النباتية، وبالتالي بالرغم من كل ما كتب فإن المقصرين في أمان مطلق الان وما لم تقوم وزارة الزراعة بعملية إعصار إنتاجي على كل المستويات فإن القادم على الاقتصاد السوري هو مستقبل أسود.