"هولندا الشرق"... خبير زراعي سوري يقدم دراسة ذهبية لتحويل مناطق من سوريا لمصادر كبيرة
قدم الخبير السوري أكرم عفيف دراسة قادرة على تحويل أجزاء من سوريا إلى "هولندا الشرق" وتأمين إنتاج حيواني من الأبقار والعجول والحليب ومشتقاته لكل سوريا، ووضع الدراسة بأرقام تقريبية مشيرا إلى أن المهم فكرة وأسلوب العمل.
إن منطقة الغاب تحتوي على عدد لا بأس به من رؤوس البقر والغنم والماعز وان كان دون الطموح بكثير حيث لا يبلغ عدد الأسر المربية أكثر من 8 0/0 من الأسر وذلك للأسباب التالية :
1- ضيق المنطقة السكنية : حيث حوصرت القرى بسبب عدم السماح بتوسيع المخططات التنظيمية وازداد عدد السكان بسبب عدم وجود أماكن سكن بديله وعدم توزيع القرى النموذجية على السكان وعدم وجود الدراسات البديلة لتأمين الثروة الحيوانية عموماً والأبقار خصوصاً
2- عدم السماح بالبناء بالأرضي الزراعية لأغراض التربية الحيوانية وغلاء تكاليف البناء والخدمات بما لا ينسجم مع إمكانات أهالي الغاب الفقراء وتشدد القوانين بذلك من قبل وزارة الإدارة المحلية ومن المفارقات العجيبة أيضا من قبل وزارة الزراعة بحجة الحفاظ على الإنتاج الزراعي ونست الوزارة ان الثروة الحيوانية هي الشق الثاني من الإنتاج الزراعي
3- غلاء الأبقار - 4- نفوق الأبقار وما يحمله من مخاطر
5- غلاء الأعلاف والتبن : إن غلاء الأعلاف وعدم توفرها بمراكز الدولة بالشكل الذي تغطي حاجة أبقار المربين أدى إلى كوارث وخاصة إن سعر الحليب يتعرض للابتزاز من قبل المعتمدين الذين يرفعون قيمة العلف ويرخصون سعر الحليب.
6- رخص مادة الحليب حالياً .
العرض والحل :
كنا قد أسلفنا ست أسباب لقلة عدد مربي الأبقار وبالتالي لقلة الإنتاج الزراعي بالمجمل في منطقة زراعية رغم وجود الإمكانات لمضاعفة أعداد المربين عدة مرات في حال اتبعنا الإستراتيجية التالية :
1- سؤال كبير : هل استطيع أن اجعل من قريتي قطعه من هولندا - 2- جواب طموح : نعم
3- إستراتيجية واقعية ومقنعة لتنفيذ الهدف تستطيع زج الجميع متطوعين وعاملين وموظفين ومستفيدين وآخرين متاحين على قاعدة ذهبية : عمل الجميع من اجل الجميع
آلية العمل :
كنا عددنا ست أسباب للمشكلة فيجب أن نوجد ست حلول متاحة تعتمد تشاركيه ممنهجة لوضع حل واقعي للمشكلة :
1- فتح حوار مع كل من وزارة الزراعة ووزارة الإدارة المحلية وآخرين للسماح بالبناء بالأراضي الزراعية لأغراض التربية الحيوانية وفق نموذج يحقق المواصفات التالية :
أ- لا يصلح للسكن
ب- صديق للبيئة مع تجاوز شرط المسافة بالنسبة للمواصفات الحالية لمزارع الأبقار
2- إعطاء قروض ميسرة لتنفيذ هذه المشاريع لتشجيع المربين وفق هذه الظروف
3- إيجاد نظام تأميني على مستوى القرية الواحدة ومن المربين أنفسهم كان يجمع مبلغ 500 ليرة سورية شهرياً عن كل رأس بقر في القرية وفي حال نفوق بقرة يتم شراء بديل لها وفي حال لم تنفق في نهاية العام يعاد نصف المبلغ للمربين ويبقى النصف الآخر لحالات نفوق محتمله
4- إعطاء قروض ميسرة لشراء الأبقار والتشجيع عليها
5- تأمين قروض لشراء آليات لتحويل بقايا المحاصيل الزراعية إلى علف بالتعاون مع كوادر الهيئة العامة لإدارة وتطوير استثمار الغاب وهم جاهزون لذلك مما يساهم بخفض تكاليف سعر العلف
6- انجاز مشاريع متناهية بالصغر مرتبطة بزيادة إنتاج الحليب مثل :
1- ورشة تصنيع عيران : وبإنتاجية يومية 1000 كغ لبن يومياً وما يعادل بحده الأدنى 2000 لتر عيران وتصبح إنتاجية المعمل 2000 *5 = 10000 عبوة سعة 200 ملل وتباع حالياً بالسوق ب 75 ليرة للعبوة الواحدة
تكلفة العبوة ان كيلو غرام لبن بسعر 120 ليرة يصنع 10 عبوة وتكلفة العيران 12 ليرة سورية + سعر 15 ل س للعبوة واللصاقة فتصبح 27 ليرة +أجور يد عاملة ونثريات 3 ليرة سورية = 30 ليرة وبربح 5 ليرة للورشة على العبوة الواحد فتصبح 35 ليرة مما يتيح توصيلها للمستهلك ب 45 ليرة سورية أو بحد أقصى 50 ليرة وهو مبلغ ينقص عن السوق ب 25 ليرة للعبوة الواحدة ومع العودة للكمية المنتجة يومياً في الورشة وهي 10000 عبوة وبربح 5 ليرة يصبح ربح الورشة اليومي 50000 ليرة سورية ومع تعاون متاح بين المنتجين ولجان التنمية في القرية ومكتب التنمية المقترح تأسيسه في منطقة الغاب الذي يعمل على ضبط جودة المنتج من خلال زج جهات متاحة في العملية التنموية كالرقابة البيطرية على الأبقار من قبل المراكز البيطرية التابعة لهيئة تنظيم واستثمار الغاب والمراكز الصحية التابعة للمنطقة الصحية في الغاب ووضع التواقيع اللازمة ومن ثم إتاحة أسواق في المدينة لمنتج منافس بالسعر والجودة وبمساعدة الأمانة السورية للتنمية يمكن ان نؤمن منتج منافس ومشروع ممتاز بكل المقاييس وهنا نقترح أن تكون أكثر من ورشة في القرية الواحدة لخلق أجواء التنافس بالمنتج ونوعيته
2- ورشة تصنيع لبن : وهي ورشات يمكن أن تصنع اللبن من مادة الحليب وتوضيبه بعبوات بلاستيكية أسوة بالعبوات المصنعة بشركة ألبان حمص ولكن بسعر منافس وهنا الكمية المقترحة هي 1000 كغ لبن يمكن ان تربح مبلغ 20 ليرة سورية للكيلو الواحد وبمبلغ 20000 ليرة للورشة الواحدة حيث المقترح أن يشترى الحليب من المربي بمبلغ 85 ليرة سورية للكيلو وتكلفة التسخين 5 ليرة للكيلو وثمن العبوة حوالي 20 ليرة سورية مع تغليفها واللصاقة فيصبح السعر الإجمالي مع الربح من الورشة هو : 85 + 20 ربح + 5 أجور تسخين + 20 ثمن عبوة = 130 ل س ويمكن بيعه بمبلغ 150 ليرة للمستهلك وهي قيمة منافسه ويمكن ضبط الجودة والتسويق بنفس الطريقة المذكورة في المشروع السابق
3- ورشة تعبئة وبسترة حليب : يعاني قطاع التربية الحيوانية من خسائر كبيرة بسبب غلاء الأعلاف والتبن والمكونات الغذائية وبنفس الوقت رخص مادة الحليب حيث يبلغ وسطي كغ العلف الجيد ب 75 ليرة سورية و كغ التبن ب 50 ليرة سورية بينما يباع الحليب للجبان ب 60 ليرة سورية مما جعل المربين يلجئون لبيع أبقارهم وانخفض سعر الأبقار إلى حوالي 50 0/0 وبنفس الوقت يشتري المواطن بالمدينة كغ الحليب ب 150 ليرة سورية وهو حليب غالباً مغشوش ..
- المقترح : هو تأمين ورشات لغلي الحليب وتوضيبه بعبوات بلاستيكية من 1 – 5 كغ ويجهز ويباع بالمدينة بسعر 125 للكغ الواحد بحيث ينخفض سعر الحليب على المستهلك ويزيد للمنتج وتربح الورشه
4- ورشة تصنيع الزبدة البلدية اللذيذة واقشطه : وهي مشاريع تحتاج الى مكبس ومكنة تغليف ويمكن ان تنتج الورشه بمعدل 50 كغ من الزبدة وبربح حوالي 100 ليرة للكيلو يمكن ان تنتج 5000 ليرة سورية يومياً ويتبع نفس الطريقة للانتهاج وضبط الجودة والتسويق
5- ورشة تصنيع الجبن بأنواعه : ويمكن ان تنتج ورشة تصنيع الجبن ما لا يقل عن 3000 ليرة يومياً بنفس الطريقة السابقه
6- وحدات خزن وتبريد صغيرة لوضع منتجات المشاريع الصغيرة لحين تسويقها ويمكن ان توضع فيها المنتجات وتتسع لما يعادل 10 طن من المنتجات ويمكن ان تؤجر للمنتجين وبما يدر دخل متوازن للأسرة المستفيده
7- مشاريع أخرى عديدة ومتنوعه يمكنا عد العشرات منها بما في ذلك بايكات الأبقار وتربية العجلات وتسمين الخراف والعجول والتي يمكن ان تنفذ بشكل صديق للبيئة يبعد مخاطر التربية القريبة للمنزل
ملاحظة بالنسبة للتكاليف للمشاريع حالياً متعذر حسابها بسبب الأوضاع الأمنية ويمكن ان تعرفوا تكاليف هذه الورشات من خلال مديرية الصناعة في محافظة دمشق حيث نفذت هذه المشاريع سابقاً
الرجاء الاطلاع ولدينا ما يكفي ان نوضح كل فكرة بفكرتها ومعالجة المخاطر المتعلقة بها على قاعدة الكل يعمل الكل يستفيد الكل ينجح الكل يفتخر بعمله
الخلاصة : ان العمل التنموي في منطقة الغاب والذي يمكن ان يشكل ثورة بما لا يفقر احد وبتكاليف لا تذكر كأن نزيد الانتاج الزراعي في قرية حورات عمورين من 15 0/0 = 52 مليون ليرة سورية الى 126 مليون ليرة سورية خلال ثلاث سنوات وبما يعادل 50 0/0 نحتاج الى قرض دوار بقيمة 35 مليون ليرة سورية اليس هذا مذهل ولكن نحتاج الى :
1- الاطار الاداري التنسيقي والمكون من مكتب تنمية بمنطقة الغاب لديه الكوادر وصلاحية التواصل والتنسيق مع الجهات الرسمية والمحلية المتاحه
2- التدريب على العمل وهو ما نعتقد انه يمكن ان يتم من الأمانة السورية للتنمية وبرنامج المراة الريفية في وزارة الزراعه وآخرين متاحين
3- ضبط الجودة وهو ما يمكن توفيره من خلال الرقابة البيطرية من قبل كوادر وزارة الزراعه المتوفره في المنطقة ووزارة الصحه ووضع لصاقات تعريف على مكان الانتاج والمنتجات باسم مجموعة الجهات التي تساعد بهذه العملية التشاركية الراقيه ( الأمانة السورية للتنمية – ادارة مشروعي – وزارة الزراعه – الصحه – آخرين متاحين للمشاريع كافة ولكل مشروع على حده
4- التسويق وهو ما يمكن ان تساعد فيه الأمانة السورية للتنمية من خلال توفير اسواق للمنتجات المتاحة وإننا عندما نتحدث عن منطقة الغاب نتحدث عن منطقة يبلغ عدد سكانها حوالي 280 ألف نسمة وعندما نستهدف سوق مثل مدينة دمشق فان لدينا 7 مليون مستهلك
5- يمكن الاستفادة من أفكار ومشاريع متاحة من خلال توليد الغاز الطبيعي من مخلفات الحظائر فتتحول الحظيرة لصديقة للبيئة وتنتج الغاز والسماد العضوي الذي تحتاجه منطقتنا وتتحسن نوعية المنتجات الزراعية من خلال استخدام سماد عضوي بدل الكيماوي الضار
خلاصة ان العملية التنموية التي نتصورها يصعب ان تشرح من خلال بضعة صفحات او حتى كتب ولكنها عملية دائمة ومستمرة وتتطور من الحركة ( نعمل ...نطور ....نوثق ...نجدد استراتيجيات عملنا )
ملاحظة : الأرقام قديمه والتكاليف تغيرت الهدف هو إظهار آلية العمل ونمط التفكير التنموي