سوريا تقصف الإرهابيين في إدلب من دون مراجعة روسيا لماذا؟

22.03.2019

عنوان مقال ليوبوف شفيدوفا، في "سفوبودنايا بريسا"، حول حاجة موسكو إلى الأسد قويا مستقلا لمستقبل سوريا ومصالحها فيها.

وجاء في المقال: أمس، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوفضائية الروسية استهدفت موقعا في إدلب بالتنسيق مع تركيا.

هذه المرة لم ينف الجيش الروسي مشاركته، خلاف ما حصل الاثنين، عندما اضطرت وزارة الدفاع الروسية إلى دحض المعلومات عن استهدافها محافظة إدلب السورية.

في الواقع ، كل شيء منطقي. فالآن، المشكلة الرئيسية في إدلب هي نشاط جبهة النصرة الإرهابية. وكانت أنقرة قد أخذت على عاتقها مهمة إخضاع مقاتلي جبهة النصرة، لكن شيئا لم يتحقق.

ويبدو أن دمشق هي الوحيدة التي تسعى، في الوقت الحالي، بصورة واقعية ما إلى حل المشكلة. فالجيش العربي السوري، ورغم تقييده باتفاقية روسية تركية محددة، يسعى للقضاء على الإرهاب في إدلب. ففي الأسابيع الأخيرة، وجه عشرات الضربات على مواقع مختلفة في المحافظة.

وفي الصدد، يرى الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف أن عدم تدخل روسيا مرتبط بالرغبة في حل المشكلة بطريقة سلمية، لأن القوة العسكرية الآن لن تعطي النتيجة المرجوة.

إذا كانت موسكو تركز على العملية السلمية، فلماذا يمضي بشار الأسد ضدها؟

أولاً، هو زعيم دولة ذات سيادة. وكرئيس له الحق في استعادة السيطرة على بلده كاملا. هذه، في الواقع، مهمته. وعموما، تحتاج روسيا إلى الأسد قويا ومستقلا. فبدرجة ما، بدأت الفوضى في سوريا بسبب ليونة بشار الأسد. وحتى لا يتكرر ذلك في المستقبل، يجب أن يصبح قويا. وهكذا يصبح، ولا نعرقل سعيه. ما مصلحتنا في ذلك؟ سيتم إجراء انتخابات ديمقراطية عاجلاً أم آجلاً، وسيكون من الأفضل لنا إذا انتخب الشعب الأسد. ولكن إذا كان قائداً ضعيفاً عاجزا عن تحقيق أهدافه، بما في ذلك بتدابير صارمة، فمن المستبعد أن يتم انتخابه. ثم تأتي لحظة الغموض. فربما يأتي إلى السلطة شخص ألعوبة بيد وكالة المخابرات المركزية. فماذا نفعل؟ لذا، ينبغي اعتبار استقلالية الأسد تطورا منطقيا تماما للعلاقات الروسية السورية.