إسرائيل تغيّر أسس استراتيجيتها في سوريا

18.01.2019

كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تخلي تل أبيب عن سياسة التكتم على عملياتها في سوريا، والانتقال إلى التبجح بها.

وجاء في المقال: مباشرة أفيف كوخافي مهامه كرئيس لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية، جاء بمثابة علامة على انتقال الدولة اليهودية إلى سياسة جديدة في سوريا. خلال الأسابيع الماضية، أظهرت القيادة الإسرائيلية انفتاحا غير مسبوق في التصريحات المتعلقة بأعمالها في الجمهورية العربية السورية.

وهكذا، ففي مقابلة مع الصحافة البريطانية، أكد الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة، غادي أيزنكوت، صراحة أن بلاده ساعدت المعارضة السورية في المناطق الجنوبية من سوريا بالمال والسلاح. وقبل ذلك بوقت قصير، اعترف نتنياهو بأن إسرائيل " صاحبة" إحدى الهجمات الصاروخية على الأراضي السورية. لطالما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أن الدولة اليهودية ستواجه الوجود العسكري الإيراني، لكنه نادرا ما صرح علانية بعمليات محددة.

ولكن، يرجحون، في بيئة الخبراء، أن الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة موجهة بشكل رئيس للجمهور الداخلي. ففي 9 أبريل، ستجري انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد. فكما قال مدير مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية المبتكرة، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمينوف، تعليقا على تصريحات القيادة الإسرائيلية الأخيرة: "هذه لعبة لزيادة الشعبية.. لكن على الأرجح أن إيران نفسها ليست مستعدة بعد للتصعيد".

لا يتوقع المحللون من إيران اتخاذ أي إجراءات صارمة رداً على استعراضية الدولة اليهودية فيما يتعلق بسياستها السورية. وفي الصدد، قال الخبير العسكري يوري يامين لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "في هذه الحالة، لا أعتقد أن الكلمات وحدها ستغير شيئًا ما هنا.. سبق للمسؤولين الإيرانيين والإعلام الإيراني أن اتهموا إسرائيل علناً بمساعدة المسلحين السوريين وضرب سوريا. أمر آخر إذا استمرت إسرائيل في التصعيد، ليس قولا بل فعلا، على سبيل المثال، أن تسقط إحدى طائرات النقل الإيرانية، التي تنقل بانتظام إلى سوريا إمدادات عسكرية."..

من المهم أيضا كيف سيكون سلوك رئيس الأركان العامة الإسرائيلية. يلعب قائد الجيش الإسرائيلي دوراً مهماً في تشكيل السياسة العسكرية للدولة اليهودية. نظراً لتكثيف (عمل) الدولة اليهودية في سوريا، من الممكن أن يتغير شيء ما آخر في هذا الاتجاه.