"إعصار الجنوب"... الجيش السوري يفاجئ المسلحين ويتقدم محاصرا اللجاة... وواشنطن تحذر
تمكن الجيش السوري من فصل منطقة اللجاة عن مدينة درعا جنوبي سوريا.
تمكنت وحدات الجيش السوري من السيطرة ناريا على خطوط إمداد تنظيم "النصرة" في منطقة اللجاة شمال شرق درعا في الجنوب السوري.
وكشفت مصادر ميدانية أن وحدات الجيش السوري تمكنت اليوم الخميس 21 حزيران يونيو 2018 من تطويق بلدة بصر الحرير شرقي محافظة درعا بالكامل بعد قطع خطوط الإمدادات من منطقة اللجاة عن مسلحي البلدة الموالين لتنظيم "جبهة النصرة" الارهابي (المحظور في روسيا)، وبذلك يكون الجيش قد فصل منطقة اللجاة عن ريف درعا.
وأوضحت المصادر أن قصف الجيش تركز خلال الساعات الأخيرة على معاقل المسلحين في المليحة الشرقية وبصر الحرير وكفرناسج وصما وناحتة، كما استهدفت وحدات الجيش بالمدفعية وراجمات الصواريخ خلال اليومين الماضيين، مقرات وتجمعات المجموعات المسلحة الموالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في بلدات بصر الحرير ومليحة العطش وناحتة والحراك بريف درعا الشرقي، موقعة عشرات الإصابات في صفوف المسلحين، وكانت هذه البلدات خلال السنوات الماضية قواعد لإطلاق عشرات آلاف القذائف الصاروخية على درعا والسويداء وقراهما وبلداتهما، كما ارتكبت المجموعات المسلحة فيهما العديد من المجازر وعمليات الخطف والذبح تحت شعارات "الثورة والسلمية".
وقالت المصادر أن غارات مكثفة شنها سلاح الجو السوري أول من أمس على منطقة اللجاة في الريف الشمالي الشرقي لدرعا حيث استهدف معاقل المجموعات المسلحة في المسيكة وعاسم اللتين تعدان من أهم مقرات المسلحين الموالين لتنظيم "النصرة" الارهابي (المحظور في روسيا) جنوب البلاد.
وأضافت المصادر أن الجيش السوري استهدف عربات ثقيلة مزودة برشاشات "دوشكا" في بلدة ابطع شمالي درعا، كما استهدفت مدفعية الجيش مقرات للمجموعات الإرهابية المسلحة في تل الحارة بريف درعا الشمالي الغربي وقتلت وأصابت عشرات المسلحين ودمرت آلياتهم.
وتعد منطقة اللجاة ذات الطبيعة الصخرية شديدة الوعورة أبرز معاقل التنظيمات الإرهابية بين ريفي درعا والسويداء حيث تتخذ تلك التنظيمات من المغاور والكهوف والمنحدرات الصخرية تحصينات طبيعية لها، وتضم هذه المنطقة غرف عمليات مرتبطة بإسرائيل وبغرفة عمليات الموك في الأردن، وتتصل اللجاة بالأراضي الأردنية عبر منطقة صحراوية وعرة مفتوحة، ما جعل منها خزانا للمسلحين التفكيريين المتسللين عبر الحدود خلال السنوات الماضية.
وتقع اللجاة إلى الجنوب من العاصمة دمشق، وتبعد عن درعا 75 كيلومترا شمالا، وتمتد صخورها على مساحات واسعة كانت قد تشكلت قبل ملايين السنين نتيجة البراكين والحمم التي قذفتها، وتقارب مساحتها 1000 كم مربع، يسيطر تنظيم "جبهة النصرة" وحلفائه على نحو 300 كم منها.
وكانت منطقة اللجاة خلال السنوات السبع الماضية قاعدة لإطلاق عشرات آلاف القذائف الصاروخية على مناطق مختلفة من محافظة درعا راح ضحيتها مئات المدنيين والعسكريين.
ويرى محللون عسكريون أن الجيش العربي السوري عمل في الأيام الماضية على فصل منطقة اللجاة عن الريف الشرقي لمحافظة درعا، تمهيدا لإطلاق عملية عسكرية هناك، موضحين أن من شأن السيطرة على اللجاة التحكم بالطرق التي تربط بين قاعدة التنف وبين محافظات الجنوب السوري إضافة إلى ريف دمشق.
من جهتها لفتت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن "واشنطن تشعر بقلق بالغ من العمليات العسكرية السورية جنوب غرب البلاد"، محذرةً موسكو ودمشق من التداعيات الخطيرة لانتهاك منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب البلاد".
وفي بيان لها، أكدت الخارجية الأميركية أن "واشنطن ملتزمة بالحفاظ على استقرار منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سوريا وبوقف إطلاق النار".