مئات الضحايا بمعارك بين حلفاء السعودية وحلفاء الإمارات في عدن اليمنية

29.01.2018

تجددت المواجهات اليوم الإثنين بين قوات الرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم من السعودية من جهة، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في المحيط الشرقي لمعسكر القوات الخاصة بمنطقة الصولبان شمالي شرق مدينة عدن التي يتخذها الرئيس هادي وحكومته عاصمة مؤقتة لهم منذ 3 أعوام، بعد الهدوء الحذر الذي خيّم على أحياء متفرقة من المدينة فجراً عقب مواجهات دامية جرت أمس الأحد بين الطرفين.

ونقلت "الميادين" عن مصدر في شركة الخطوط الجوية اليمنية قوله إن مطار عدن الدولي لايزال مغلقاً بسبب الوضع المتوتر في المدينة. وأشار إلى أنه تمّ إلغاء الرحلات الجوية إلى المطار التي كان من المفترض أن تصل اليوم.

وكانت المواجهات العنيفة قد أسفرت عن مقتل وجرح نحو 200 شخصاً. وأعلنت وزارة الصحة اليمنية في حكومة هادي مقتل وجرح 144شخصاً بينهم مدنيين، موضحة أن 12شخصاً قتلوا فيما جرح 132آخرين.

منظمة أطباء بلا حدود كانت قد أعلنت أمس الأحد عن استقبال 56 جريحاً و4 قتلى بينهم امرأة إثر الاشتباكات التي دارت في المدينة.

وأفاد مصدر محلي الميادين بمقتل 25 شخصاً وجرح العشرات خلال المواجهات نفسها، في حين أعلن رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد بن بريك أسر 200 عنصراً ممن وصفهم بعناصر "القاعدة" و"داعش" داخل معسكرات الحماية الرئاسية، مشيراً إلى أن هناك جنوداً جنوبيين آخرين سيتم إطلاق سراحهم من قوات الحرس الرئاسي.

وفي تغريدة له على "تويتر" قال بن بريك إن "‏الأمور تحت السيطره الكاملة وقد عادت الحياة إلى طبيعتها داخل عدن"، مؤكداً على أن "‏فعاليات الشعب الجنوبي ستستمر في ساحة العروض حتى يتم إقالة حكومه بن دغر".
في المقابل، قال وزير الداخلية في حكومة هادي المهندس أحمد الميسري إن محافظة عدن كان يخطط لها سيناريو بشع ومحاولة لتكرار حرب 1986، مؤكداً في تغريدة له على "تويتر" أن "الفتنة اخمدت في عدن وعاد كل شيء لطبيعته"، على حدّ تعبيره.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن قال إن تطور المشهد في عدن نتج عن إعتداء قوات تابعة لحكومة أحمد بن دغر.

وقال رئيس الحركة الشبابية في الحراك اليمني الجنوبي فادي باعوم في مقابلة مع الميادين أمس الأحد إن هناك صراع أجندة إماراتياً سعودياً لا يصبّ في مصلحة الشرعية اليمنية، وأشار إلى أن ما يحصل في عدن هو نتيجة صراع بين الرئيس عبدربه منصور هادي ودولة الإمارات حول جزيرة سوقطرة، وأمور أخرى.

أما لمغرّد السعودي "مجتهد" فنشر تغريدات على حسابه على "تويتر" بشأن ما يجري في عدن، فأوضح أن "الشيخ محمد بن زيايد آل نهيّان يريد فصل الجنوب بخطة واضحة وكان تأسيسه لتشكيلات مسلحة مختلفة في الجنوب وتدريبهم وتسليحهم واضحاً لتنفيذ هذه الخطة، وأن كل ذلك بعين وعلم ومعرفة ولي العهد محمد بن سلمان سلمان".

من جهة ثانية، أفادت الميادين أنه تم الإفراج عن 275 عنصراً من أسرى المواجهات في محافظة شبْوة في عملية تبادل بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وقوات هادي من جهة ثانية.

رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى قال للميادين إنه تمّ الإفراج عن 165 أسيراً من قوات الجيش واللجان مقابل 110 أسرى من قوات هادي بعملية تبادل  نفذت صباح اليوم.

وأضاف المرتضى أن عملية التبادل تمت بوساطة محلية وأن جميعهم من أسرى المواجهات في محافظة شبْوة شرق اليمن.

ميدانياً، استشهد مدني إثر غارة جوية للتحالف السعودي استهدفت الخط العام في مفرق شرعب عند الأطراف الغربية لمدينة تعز، في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات بين قوات هادي والتحالف السعودي من جهة، وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى في وادي الزنوج ومحيط معسكر الدفاع الجوي شمالي غرب مدينة تعز.

وأفاد مصدر عسكري يمني بمقتل وجرح العشرات من قوات الرئيس هادي خلال تصدي الجيش واللجان لزحفهم في محيط معسكر التشريفات وتلة هائل ووادي صالة شرقي مدينة تعز، كما تمكّن الجيش واللجان الشعبية من إحباط عملية زحف واسعة للتحالف السعودي وقوات هادي جنوب قرية القمرية في منطقة كهْبوب الساحلية، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.

وفي محافظة لحج، شنّت طائرات التحالف السعودي فجر الإثنين 10 غارات جوية على مواقع متفرقة في جبل حمّالة لدعم عمليات تقدّم قوات الرئيس هادي باتجاه مواقع الجيش واللجان في الجبل ذاته بمديرية كَـرِش.

وعند الحدود اليمنية السعودية، عاود الجيش واللجان قصفهما المدفعي لتجمعات قوات التحالف السعودي وهادي شمالي صحراء ميدي الحدودية، فيما شنّت طائرات التحالف السعودي 8 غارات جوية استهدفت مدينة ميدي الحدودية في محافظة حَجة غرب اليمن.