البنتاغون يخفي الأهداف الحقيقية لأمريكا في اليمن

David B. Gleason/commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=4891272
24.04.2017

أعلن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، خلال زيارته للمملكة العربية السعودية أنه مستعد لبذل جهد لتوجيه الصراع العسكري اليمني نحو المفاوضات. وقال ماتيس "سنعمل مع حلفائنا ومع شركائنا في محاولة لجلبهم الى مائدة المفاوضات من خلال الامم المتحدة".
وكان ذلك بيانا روتينيا لسياسي كبير ولكنه تم من قبل "الكلب المجنون" ماتيس وبدا كنفاق بالمطلق أو كخداع عسكري. في الواقع، كان هو الذي أرسل مؤخرا إلى البيت الأبيض طلبا لرفع القيود المفروضة على الدعم العسكري المقدم للتحالف العربي الذي يخضع لقيادة المملكة العربية السعودية.
ويشكل هذا التحالف حربا ضد اللجنة الثورية العليا التي تشكلت من قبل جماعة "أنصار الله" اليمنية (المعروفة باسم الحركة الحوثية) وضد الجيش الذي ظل مواليا للرئيس السابق لليمن علي عبد الله صالح. وتدعم قوات التحالف العسكري قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تم إقصاؤه في يناير 2015، لكنه بقي في السلطة بدعم من التحالف الذي يتألف من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت ويلقى دعما من مصر والسودان والمغرب و الأردن. وطلبت الرياض من باكستان المساعدة ولكنها لم تحصل على الموافقة.
تصريحات ماتيس لحفظ السلام تبدو محرجة للغاية، خاصة عندما بدأت إدارة دونالد ترامب مرة أخرى بتقديم مساعدة عسكرية جادة للسعوديين في اليمن. فقد خفض باراك أوباما بشدة مساعدته لأن قوات المملكة العربية السعودية وحلفاءها كانوا يتهمون باستمرار بقتل المدنيين الأبرياء. وافقت وزارة الخارجية الامريكية على بيع عاجل للذخائر الموجهة بسعر 390 مليون دولار امريكي الى السعودية. الولايات المتحدة تعطي التحالف بيانات الاستخبارات والطائرات بدون طيار. كما تجري محادثات حول مشاركة القوات الامريكية في العمليات البرية.
الهدف الرئيسي للمشاركة الأمريكية غير المباشرة في الحرب الأهلية اليمنية  هو معارضة إيران، التي تسمى "الدولة الإرهابية رقم 1" من قبل الرئيس دونالد ترامب. وتدعم طهران الحوثيين الذين نجحوا في مقاومة الغزاة حتى الآن. يجب أن يقال إن واشنطن وضعت دائما هدفا رسميا هو محاربة "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وحاولت تجنب القتال مع الحوثيين.
والآن، تواجه الولايات المتحدة "لحظة الحقيقة" في هذا الصراع: عليهم أن يتخذوا قرارا بشأن كيفية مشاركتهم في هذه الحرب. ويركز التحالف السعودي قواته على تنفيذ المرحلة الثانية من عملية "الرمح الذهبي" التي بدأت في 6 يناير 2017 لتنظيف الشاطئ الجنوبي من الحوثيين. الآن، الهدف الرئيسي هو ميناء الحديدة الذي يقع على البحر الأحمر وهو بأيدي قوات الحوثيين ومؤيدي الرئيس صالح. واذا نجح الهجوم فان المتمردين سيفقدون اخر منفذ للامدادات البحرية مما سيجعلهم يستسلمون لقوات التحالف حسب رأي المستشارين الامريكيين. وقد نشر التحالف بالفعل كتائب مشاة آلية إلى الشمال من الحديدة في ميدي  وإلى الجنوب منها في كوك، وهذه القوات شكلها ويدربها مدربون من الإمارات العربية المتحدة. ويجب على هذه الكتائب أن تقطع طرق الشمال والجنوب قبل أن يبدأ الهجوم.

ومع ذلك، فإن عدم نجاحهم العسكري لا يزال واضحا. فهم عالقون في القتال على مسافة 150 كم شمالا و 120 كم جنوبا من الهدف الرئيسي للعملية. ومن الجدير بالذكر أن لواء "موكا" الذي يعمل في منطقة كوك في اتجاه ميناء موكا تم تشكيله وتدريبه من قبل مستشاري الإمارات في إريتريا الأفريقية، في قاعدة عسكرية في ميناء أسيب. ورسميا إريتريا لا تشارك في الحرب.
ويقوم الحوثيون بتعزيز مواقفهم ويعلنون أنهم مستعدون للقتال حتى النهاية. في الواقع، ليس لديهم أي خيار آخر ف 70٪ من الغذاء والوقود والإمدادات الإنسانية تأتيهم من خلال ميناء الحديدة. وإذا توقف الميناء عن العمل فإنه يمكن أن يحدث مجاعة في خمس مقاطعات على الأقل: الحديدة ولحج وتعز والبيضاء ومحويت. مقاومة الحوثيين لا تتراجع، وعملية "الرمح الذهبي" تضعف. ولا تزال الرياض وأبو ظبي بحاجة إلى مزيد من المساعدة، وخاصة القوات الخاصة الأمريكية والمدفعية الثقيلة وطائرات الهجوم من واشنطن للمشاركة في الهجوم على الحديدة. لا يمكنهم إنجاز هذه المهمة لوحدهم لأن الميناء محصن بشكل جيد والمقاومون لديهم الحافز العالي. وتشعر المنظمات الإنسانية بالقلق من أن يكون هناك عدد كبير من الضحايا داخل المواطنين الأبرياء في حالة وقوع الهجوم.
قال هادي قبل شهر أنه لن تكون هناك مفاوضات مع الحوثيين حتى تتم السيطرة على ميناء الحديدة. وقال الجنرال ماتيس الذي تحدث عن حل سلمي للنزاع عدة مرات أن إيقاف دعم طهران للحوثيين هو الهدف الرئيسي للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط. في الواقع، فهو يؤيد تماما مشاركة الولايات المتحدة المباشرة في الحرب اليمنية. ومن الواضح أن خطابه السلمي يخفي الهدف الحقيقي من زيارته للمملكة العربية السعودية، وهي الموافقة على مواقف الحل العسكري "للمسألة اليمنية" مع الرياض.