العقوبات الأمريكية على سوريا... الرئيس الأسد بمواجهة ترامب

22.06.2020

كما كان متوقعاً، يثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضجة كبيرة حول سوريا، ويحشد حلفاءه للمشاركة، ويرفع سبابته متوعدا سوريا، حين تمكن الجيش السوري من فرض سيطرته على مساحات واسعة من الأرض السورية، وحين عبرت السفن الإيرانية قناة السويس إلى سورية ، لكنه لا يفعل سوى فرض المزيد من العقوبات الصارمة ضد سورية.

وبالموازاة مع ذلك، إن تداعيات الحرب المفروضة على سورية لم تنته، فلا زالت واشنطن تحيك الخطط و المؤامرات ضد سوريا، فبعد الفشل الأمريكي في سوريا، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على سوريا، " قانون قيصر" طالت كل النواحي والقطاعات الحيوية وحتى الشركات أو الدول التي تتعامل مع الحكومة السورية، وذلك لإلحاق أكبر قدر من الضرر الاقتصادي بداعميها، وخاصة في لبنان وإيران وروسيا، وكل الشركات التي تمولها، وتشارك في عملية إعادة الأعمار وإنتاج الغاز والنفط الم.حلي.

فلا يختلف اثنان في أن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية ضد سورية في هذا الوقت الهدف منها نقل إشارات تحمل في طياتها العديد من الرسائل أهمها الضغط على سورية وحلفاؤها الذين ساهموا في القضاء على المشروع الإرهابي  بهدف تحقيق المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، بالإضافة إلى إضعاف سورية من أي فرصة لتحويل النصر العسكري الذي حققته على الأرض إلى رأسمال سياسي ، بالإضافة إلى زيادة العزلة المالية والاقتصادية والسياسية التي تعاني منها سورية ومعاقبة حلفائها بغية إجبارها على القبول بالحل السياسي للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن 2254.

وفي إطار ذلك فإن خنق سورية هو جزء من المخطط الذي وضعته الولايات المتحدة لتدمير دول الشرق الأوسط لصالح إسرائيل والتي عمدت الإدارة الأمريكية إلى إشعال العراق ولبنان بعد الفشل في سورية، وذلك من خلال التحكم عن بُعد بأدواتها في البلدين للضغط على إيران التي ما زالت تتمسك بمواقفها المعادية لهذه الإدارة وحلفائها.

هنا لا بد أن نذّكر بقدرة سورية على الإستشعار عن بعد فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية كونها تملك مجموعة كبيرة من الخيارات بهذا الشأن، بحيث كان هناك إعتماد سياسة الإكتفاء الذاتي ولديها تجربة كبيرة في السابق يمكن الإستفادة منها وهذا كان له دور كبير جداً في تدعيم صمود سورية، وإنطلاقاً من ذلك إن الشعب السوري الذي يُعد مركز الثقل السياسي المقاوم سيستمر بصموده في مواجهة هذه الحرب الشرسة ولن يقبل بالهزيمة وستبقى سورية قادرة على مواجهة كل التحديات القادمة كما واجهتها سابقاً، وبطبيعة الحال لن تقف دمشق مكتوفة الأيدي أمام العقوبات الأمريكية، وستتوجه لاتِّباع مجموعة من الاستراتيجيات والخيارات من أجل إبطال فاعلية العقوبات الخطيرة، بخاصَّة تلك التي تتعلق بالتجارة والتبادلات المالية مع العالَم الخارجي.

سوريا تستطيع أن تنتج زراعات لكل الشرق الأوسط بسبب مناخها، وسوريا لا يمكن محاصرتها لأن ارتباط العراق ولبنان والأردن بها ارتباطا عضويا، بالإضافة إلى الحلفاء روسيا وإيران والصين وهذه الدول يمكن أن تزود سوريا بكل ما تحتاجه.

مجملاً....إن هذه العقوبات لن تؤثر كثيرا على سورية، لأنها واقعة ومنذ سنوات تحت مجموعة من العقوبات الأمريكية نجحت في امتصاص آثارها رغم الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، أيضا تستطيع روسيا والصين وإيران أن تلعبان دوراً كبيراً، لأنهما منذ البداية وقفا إلى جانب سورية، وبالتالي فإن تأثير أية عقوبات محتملة سيكون ضئيلاً بالنسبة لها.

وإستكمالاً لكل ما سبق نقول: إنه وسط هذا الزخم من العقوبات على سورية يبدو أن الرئيس الأسد، مازال واثقاً من ذاته، ومقتنعاً بأن أوراق اللعبة مازالت في يديه هو وحلفائه، وفي نهاية المطاف سوف يفشل " ترامب " ويفوز "الأسد " بجيشه القوي وشعبه المصمم على الوقوف خلفه بكل قوة !!؟