الكشف عن عرض إسرائيلي لترسيم الحدود مع لبنان... والرد وصل لواشنطن

06.06.2018

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري يكشف عن عرض إسرائيلي نقله الأميركيون إلى لبنان يتضمّن التفاوض حول الحدود البريّة والبحرية، ومعلومات "الميادين نت" أن لبنان أرسل مع الوسيط الأميركي استفسارات عدة بشأن جدية تل أبيب في التفاوض على قاعدة عدم التفريط بالحقوق اللبنانية .

قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي إن الوفد الأميركي الذي زار لبنان الأسبوع الماضي، والذي ضم عضو الكونغرس الأميركي من أصل لبناني داريل عيسى، نقل إليه وإلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلاماً إسرائيلياً حول الرغبة في حوار كامل حول الحدود مع فلسطين المحتلة، وضمناً مزارع شبعا المحتلة.

وقال برّي إن لبنان طلب من الوفد العودة بتأكيد رسمي أميركي حول هذا الأمر. وكذلك أشار رئيس المجلس إلى كلام وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، الذي أكّد أن "طرح أفكار جديدة لإنهاء نزاع بحري بين إسرائيل ولبنان، عطل التنقيب عن الغاز والنفط".
ورأى برّي أن هذا الأمر هو فرصة للبنان لاستعادة حقوقه، مؤكّداً أن أجزاءً من مزارع شبعا لبنانية وأخرى سورية، "فلينسحب الإسرائيلي من المزارع ونحن نتصافى بيننا وبين السوريين".

وفي سياق متصل علم "الميادين نت" أن لبنان أرسل مع الوسيط الأميركي استفسارات عدة بشأن جدية تل أبيب في التفاوض على قاعدة عدم التفريط بالحقوق اللبنانية .

وتضيف المعلومات أن الجانب اللبناني يصرّ على ترسيم الحدود البرية وتثبيت حق لبنان في النقاط المتنازع عليها ولا سيما نقطة رأس الناقورة التي تشكل أساساً لترسيم الخط البحري وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة وبالتالي عدم الأخذ بالادعاءات الإسرائيلية بشأن المثلث البحري الذي يقضم مساحة تقارب 865 كلم مربع من البلوكات اللبنانية التي تحمل الأرقام 8 و 9 و10 .

وكشف الخبير النفطي والمستشار السابق للجنة الطاقة النيابية اللبنانية المهندس ربيع ياغي للميادين نت أن "الأميركيين يحاولون تقديم سلة حلّ متكاملة للخلاف مع العدو تتضمن الحدود البرية والبحرية وكذلك مزارع شبعا"، ويلفت إلى أن "الجانب اللبناني متمسك بكامل حقوقه لا سيما في البلوكات الجنوبية على حدود فلسطين المحتلة وهي بلوكات غنية بالنفط والغاز ويحاول العدو التقدّم شمالاً لمنع لبنان من الافادة من ثرواته".

ويشير ياغي إلى أن "لبنان أبلغ الجانب الأميركي أنه غير مستعد للتنازل عن أي شبر من أرضه أو مياهه الإقليمية ولا سيما النقاط البرية التي يعتبرها ضمن سيادته وخصوصاً نقطة رأس الناقورة التي تُعد الأساس لترسيم الحدود البحرية".

بدوره قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، إن أفكاراً جديدة طُرحت عبر قناة سرية أميركية للوساطة في النزاع البحري بين لبنان والعدو الإسرائيلي، بشأن التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، مضيفاً أن "هذه الأفكار الجدية تعزز احتمالات التوصل إلى اتفاق جزئي هذا العام".
وأضاف شتاينتس في حديث لرويترز: "أقصى ما يمكنني مناقشته هنا هو الإشارة إلى وجود بعض الأفكار الجديدة على طاولة البحث"، لافتاً إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، يشارك في الوساطة التي يقودها القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد، مع التنويه بأنه جال بين لبنان وفلسطين المحتلة في الأشهر الأخيرة، في مسعى منه للتوصل إلى حل تسووي بين الجانبين.
شتاينتس الذي يشرف بوصفه وزيراً للطاقة على التنقيب عن الغاز والنفط في (إسرائيل)، أكّد وجود تطورات جديدة في الملفات العالقة مع لبنان، وأضاف: "هناك مجال للتفاؤل الحذر، لكن ليس أكثر من ذلك. وأتمنى أن نتمكن خلال الشهور المقبلة أو بحلول نهاية العام من التوصل إلى حل، أو على الأقل حل جزئي للنزاع، لكن لم تتم تسوية شيء بعد".

الجدير ذكره، أن "الميادين نت" كان قد نشر تقريرًا تحت عنوان "حاجة إسرائيلية للتفاهم مع لبنان وسوريا حول الأمن البحري" تحدث عن توجّه إسرائيلي لفتح ملف ترسيم الحدود عند الجبهة الشمالية على ضوء قراءة موجزة لنشاطات البحرية الإسرائيلية.

المصدر: المادين نت