الفصائل تفشل اتفاق إدلب... والحسم العسكري لإعصار الشمال يلوح في الأفق

26.03.2020

يواصل المسلحون عملياتهم في قطع طريق اللاذقية حلب الذي ينص اتفاق موسكو على افتتاحه وتسيير الدوريات الروسية التركية عليه والتي لم تتمكن حتى هذه اللحظة من تسيير دورية كاملة ولم تنسحب التنظيمات المسلحة من المنطقة المحيطة بالطريق وتشير المصادر إلى أن الحل سيكون بعملية عسكرية يشنها الجيش السوري وفق ما أفادت به مصادر عسكرية بالإضافة إلى القائم بأعمال محافظة إدلب.

وأقدم إرهابيو إدلب فجر الأربعاء على تدمير جسر بلدة “الكفير” الواقعة شرق مدينة جسر الشغور على طريق عام حلب اللاذقية، والمعروف ب “M4″، لمنع تسيير الدوريات المشتركة الروسية التركية، بموجب “اتفاق موسكو”، والحيلولة دون فتح الطريق أمام حركة المرور.

وقالت مصادر محلية في البلدة، التي تتوسط المسافة بين جسر الشغور وبلدة محمبل والتي فجر فيها إرهابيون جسرها في ١٦ الجاري، إنهم استفاقوا فجر اليوم على صوت انفجار ضخم تبين أنه أتى على جسر البلدة بشكل شبه كامل يمنع مرور الآليات على الطريق الدولي.

وفيما لم تتبن أي جهة عملية تدمير الجسر، حتى لحظة تحرير الخبر، بينت مصادر معارضة مقربة من “الجبهة الوطنية للتحرير”، أكبر الميليشيات التي شكلها النظام التركي في آخر منطقة لخفض التصعيد في إدلب، ل “الوطن” أن “جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية التابعة لها مسؤولة عن تلغيم الجسر وتدميره لمنع تنفيذ الاتفاق الروسي التركي الساري المفعول منذ ٥ الشهر الحالي بعدما عمدت إلى تمويل محتجين لإقامة سواتر ترابية على الطريق الدولي تحت جسر مدينة أريحا وعند مفرق بلدة النيرب غرب مدينة سراقب فرضت اختصار المسافة التي قطعتها دوريتان مشتركتان إلى ٤ كيلو مترات من بلدة ترنبة غرب سراقب إلى حدود النيرب بدل ٧٠ كيلو متراً إلى تل الحور أقصى الحدود الغربية الإدارية لإدلب.

ولفتت المصادر إلى أن النظام التركي غير عازم على الوفاء بعهوده التي قطعها لموسكو بإبعاد التنظيمات الإرهابية من الشريط الآمن، الذي يفترض إنشاؤه على ضفتي الأوتستراد بعمق ٦ كيلو مترات من كل جهة. ونوهت إلى أن محتجي “النصرة” نصبوا السواتر الترابية مجدداً على الأوتستراد عند بلدة النيرب بعد أن أزالتها جرافات جيش الاحتلال التركي الذي استقدم تعزيزات جديدة إلى المنطقة وأقام ٣ نقاط عسكرية جديدة في الريف الغربي بإدلب.

بدوره قال رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، الأدميرال أوليغ جورافليف، إن الإرهابيين وضعوا عبوات ناسفة على طريق سير القافلة التركية خلال الدوريات التي تقوم بها في محافظة إدلب السورية.

وأضاف في مؤتمر صحفي: "انفجرت عبوات ناسفة بدائية الصنع أثناء مرور دورية تركية في منطقة سفوهن، أمس الثلاثاء، حيث تضررت مركبتان نتيجة التفجير، وأصيب جنديان تركيان".
ووفقا له، فإن الجماعات الإرهابية التي لا يسيطر عليها الجانب التركي تواصل اتخاذ إجراءات لزعزعة استقرار الوضع في منطقة إدلب.
وشدد على أن التشكيلات الإرهابية نفذت خلال الساعات الـ24 الماضية 7 عمليات قصف في منطقة إدلب، بينما لم يتم رصد أي انتهاكات لنظام وقف إطلاق النار من قبل الفصائل المسلحة الموالية لتركيا.
وختم بالقول: "يدعو مركز المصالحة الروسية قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية إلى التخلي عن الاستفزازات بالسلاح، وسلك سبيل التسوية السلمية للأوضاع في الأراضي التي تخضع لسيطرتهم".

في قراءته لهذه المستجدات  قال الخبير بالشأن العسكري والسياسي اللواء الدكتور رضا أحمد شريقي أن:

الإتفاق الذي تم التوصل إليه بين الروسي والتركي كان منطقياً لإعطاء فرصة للتركي بالانسحاب، والواقع سيفرض نفسه على الجميع، وإن لم يتم الالتزام  بقرار وقف إطلاق النار فسيكون  هناك إنتشارا جديداً للجيش العربي السوري، بمعنى  أنه سيكون جاهزا للاستمرار في أعماله القتالية ضد المجموعات الإرهابية المسلحة "
وأوضح شريقي أن «إدلب ستكون معركة مكسر العصا والنهائية ، المعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب لا هوادة فيها، ولا تحكمها أي اتفاقات مطلقاً حتى تخرج هذه العصابات خارج حدود الوطن، وعندما نعلن عن إتفاق للجم هذه العصابات هذا يعني أننا نريد أن نعطي للنشاط السلمي دوره  لمنع إسالة المزيد من الدماء السورية ومنع تخريب البنى التحتية، وليس لأننا ضعفاء بل لأننا أقوياء».