حول الدخول التركي إلى إدلب

09.10.2017

الإعلانات والتصريحات الرسمية التركية حول الوضع في محافظة إدلب مليئة بالمواقف الملتبسة وغير الواضحة.

من غير الواضح هل سيكون الدخول إلى المحافظة من خلال 500 مراقب عسكري، وهو ما نصّ عليه اتفاق «أستانة 6»، أم أنّ وحدات عسكرية قتالية سوف تدخل إلى المحافظة للسيطرة عليها بالتعاون مع الجماعات المسلحة المرتبطة بالمخابرات التركية، كما توحي بذلك تصريحات المسؤولين الأتراك وفي مقدّمتهم الرئيس التركي.

الإعلانات التركية الرسمية، سواء تلك التي جاءت على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو التي أدلى بها رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم، أو التوضيحات التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية حوّلت الموقف التركي إلى ما تشبه لعبة البازل، قال الرئيس التركي «إنّ الجيش الحر يقوم بالعملية» مشيراً إلى أنّ الجيش التركي «ليس موجوداً بعد»، وأضاف الرئيس التركي «بأنّ روسيا تدعم العملية من الجو في حين يدعمها الجنود الأتراك من داخل الحدود التركية». والقول من داخل الحدود التركية يعني أنه لا دخول لقوات تركية إلى محافظة إدلب خارج ما هو معلن من اتفاق «أستانة 6» عن انتشار 500 عسكري تركي كمراقبين.

بعد هذه التصريحات تولّت وكالة الأناضول الرسمية نقل توضيحات منسوبة إلى «مصادر دبلوماسية وسياسية تركية» وتحدثت الوكالة في تقرير «شرح تفاصيل العملية التركية القادمة في إدلب وفق اتفاق أستانة» مؤكدة «إنّ تحركات عناصر الجيش التركي في إدلب لن تكون على شاكلة عملية عسكرية، بل انتشار» مضيفةً «إنّ خوض اشتباكات مع القوات السورية أو عناصر محلية خلال الانتشار أو في أعقابه أمر لا يدخل ضمن أهداف الانتشار التركي»، وأوضح التقرير «أنّ الجيش التركي سيقيم عدة نقاط تفتيش ومراقبة في مدينة إدلب بهدف ضمان استمرار الهدنة في منطقة تخفيف التوتر المتفق عليها بين أنقرة وموسكو وطهران في مفاوضات أستانة».

واضح مما قاله أردوغان وتوضيحات «وكالة أنباء الأناضول» الرسمية أنه ليس هناك عملية عسكرية يقوم بها الجيش التركي، وأنّ الخطوات المتفق عليها في الأستانة هي التي سيجري تنفيذها، أيّ أنّ سيناريو إدلب يختلف عن سيناريو «جرابلس- الباب» كون سيناريو «جرابلس الباب» جاء بمبادرة تركية وغضّ نظر من حلفاء سورية، روسيا وإيران، في حين أنّ سيناريو إدلب هو ترجمة لاتفاق أستانة وبمشاركة روسيا وإيران.

في مطلق الأحوال تصريحات المسؤولين الأتراك وتوضيحات وكالة الأناضول حول العملية العسكرية في إدلب غير واضحة وتضج بالتناقضات.