متى سيدخل الجيش السوري إلى إدلب وغرب حلب ؟

22.09.2017

اختتمت منذ حوالي أسبوع اجتماعات استانا 6 بنجاح وتم الاتفاق على منطقة تخفيف التوتر في إدلب. وقد ذكر رئيس الوفد السوري إلى المفاوضات بشار الجعفري أن الجولة السادسة من مباحثات أستانا قد تمت بنجاح، وأكد أن "لا يوجد مكان في سوريا لأحد، لكي يقيم قواعد عسكرية من دون موافقة وطلب من الحكومة السورية الشرعية"، وأوضح الجعفري أن حكومات الدول الضامنة هي الضامن لتنفيذ اتفاق مناطق تخفيف التوتر والبيان الختامي يؤكد التزام هذه الحكومات بوحدة أراضي سوريا وسيادتها واستقلالها السياسي.

وأكد البيان الختامي لاجتماع أستانا 6، الالتزام القوي باستقلال وسيادة ووحدة أراضي سوريا، وأن اتفاق مناطق تخفيف التوتر بما فيها إدلب سيستمر 6 أشهر قابلة للتمديد.

إذا يمكن القول أن مقررات أستانا هي تمهيد للحل النهائي الذي يقضي بإعادة سلطة الدولة السورية إلى إدلب، ولكن ضمن خريطة لطرق الوصول إلى هذا الهدف، ابتداءا من فصل جبهة النصرة عن باقي الفصائل التي قد تدخل ضمن الحل النهائي وتصبح تحت سيادة الجيش السوري، ومحاربة جبهة النصرة من قبل الجميع، وأشار محللون أن التعزيزات العسكرية التركية الاخيرة في إقليم اسكندرون وفي محاذاة محافظة إدلب هي من أجل وقف إمدادات السلاح إلى الداخل السوري ليس أكثر، وهذه التحليلات منطقية لأن اتفاق «أستانة 6» لم ينصّ على دخول قوات عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، وكلّ ما جاء في الاتفاق والوثائق الموقعة السماح بوجود 500 عسكري تركي يساهمون في مراقبة احترام الاتفاق أسوةً بعدد مماثل لكلّ من روسيا وإيران، وليس في الاتفاق أيّ نص، سرّي أو علني، يجيز لتركيا إدخال قوات عسكرية خارج حدود هذا العدد من المراقبين.

وفي تصعيد جديد قامت الثلاثاء الماضي مجموعات من تنظيم جبهة النصرة وما يسمى الحزب التركستاني والتنظيمات المنضوية تحت زعامتها بهجوم على مواقع الجيش السوري في ريف حماة الشمالي من عدة محاور بأعداد كبيرة من المقاتلين وعشرات الآليات والدبابات. وتمكن الجيش السوري من صد الهجوم وإفشاله وتكبيد المسلحين خسائر فادحة، واسترجاع النقاط التي تقدمت إليها المجموعات المسلحة، وكل ذلك يترافق مع قصف من سلاحي الجو السوري والروسي لمواقع المسلحين في مناطق مختلفة من محافظة إدلب. من هنا نرى أن كل فصائل إدلب والنصرة هي أضعف كثير من قوة الجيش السوري المواجهة لها وهذا عامل مهم في التحليل والاستنتاج.

من يدرك أهمية موقع خان شيخون وجوارها في ريف إدلب الجنوبي وقربها من ريف حماه الشمالي، يعرف أن دخول الجيش السوري إلى خان شيخون ما هو إلا مسألة وقت، وكذلك الأمر بالنسبة لجسر الشغور وجوارها وقربها من جبال الساحل السوري، وكل محافظة إدلب وريف حلب الغربي ينطبق عليه هذ االتوصيف، ويشير الواقع الميداني إلى أن الفصائل المسلحة المناهضة للنصرة ليست قادرة على القضاء عليها، وبالتالي سيترتب على ذلك محليا ودوليا دخول الجيش السوري إلى إدلب للقضاء على النصرة وكل الفصائل الإرهابية الأخرى، وإذا كانت مفاوضات أستانا والدول الضامنة قد أعطت مهلة 6 شهور لتطبيق الاتفاق، فبنهايتها ستكون إدلب جاهزة للحل النهائي والتسليم للدولة السورية إما بتنفيذ الاتفاق بدون معركة كبرى، أو بدخول الجيش السوري انطلاقا من شمال حماه وشرق اللاذقية وغرب حلب.