بعد تصريحات أردوغان وترامب حول تقاسم منبج ... الأسد يحسم الصراع بالقوة

03.01.2019

وثق مركز كاتيخون عدد كبير من التصريحات الرسمية التركية والأمريكية حول السيطرة على منطقة منبج في شمال سوريا في ريف في الفترة الماضية التي سبقت دخول الجيش السوري إلى منبج، حيث انسحبت أمس الأربعاء وحدات كردية مدعومة من واشنطن من منبج تمهيدا لدخول قوات الجيش السوري إلى المدينة، فيما سحبت تركيا فصائلها من أطراف منبج بعد قرار دخول الجيش السوري.

​وتوصلت تركيا وأمريكا لاتفاق، في شهر يونيو/حزيران 2018، يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب من منبج، وأن تعمل القوات التركية والأمريكية سويا للحفاظ على الأمن والاستقرار في وحول المدينة بتسيير دوريات أمريكية وتركية مشتركة.

وفي اتصال هاتفي في 16 تموز 2018 أكد الرئيسان التركي والأمريكي أن تنفيذ خارطة الطريق المشتركة بخصوص مدينة منبج، سيساهم بشكل كبير في إنعاش التعاون الرامي لحل الأزمة السورية".

وفي 3 آب 2018 قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه ينتظر ألا تتأثر خطط بلاده مع الولايات المتحدة في مدينة منبج السورية بالخلافات الأخيرة بين البلدين.

أوقال أردوغان في خطاب للإعلان عن برنامجه خلال المئة يوم الأولى من رئاسته بالمجمع الرئاسي بأنقرة، "ننتظر أن يستمر عملنا المشترك مع الولايات المتحدة في منبج دون أن يتأثر بالمشاكل بيننا، وسيبدأ عدد كبير من السوريين في العودة إلى منبج مع تقدم الأعمال هنا".

وفي 12آب قال أردوغان: نعتزم تحرير مناطق سورية جديدة وبسط الأمن فيها قريبا

وقال أردوغان في كلمة له أمام اجتماع المجلس الاستشاري لحزب العدالة والتنمية في طرابزون شمال شرقي البلاد، "سوف نحرر مناطق سورية أخرى ونبسط الأمن فيها قريبا".

وأضاف أردوغان "قمنا بتسريع أعمالنا العسكرية والدبلوماسية لكي لا يحدث في إدلب ما حدث في المناطق الأخرى"، متابعا "أعمالنا لإعادة بناء مدينة منبج السورية مستمرة".
وكانت القوات العسكرية التركية دخلت، في وقت سابق، بلدة منبج في شمال سوريا في إطار اتفاق مبرم مع الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن وحدات حماية الشعب بدأت الانسحاب من منبج إلى شرقي الفرات.

كما أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، الناطق الرسمي باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، اليوم الثلاثاء 12 آب، أن القوات التركية والأمريكية ستقوم بدوريات مشتركة داخل مدينة منبج السورية بعد انسحاب المقاتلين الأكراد منها.

وفي 22 أيلول قام الجيش التركي بتسيير دورية من قواته على طول الخط الفاصل بين مناطق "درع الفرات" ومنبج شمالي سوريا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وأعلنت رئاسة أركان الجيش التركي أن القوات التركية والأمريكية نفذت دورية منسقة ومستقلة في الخط المذكور وهي الدورية 49 من نوعها، وفقا لوكالة "الأناضول".

يشار إلى أن الولايات المتحدة بدأت في إنشاء قواعد عسكرية في سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2015. ثم قامت واشنطن بنشر قاعدتين جويتين بالقرب من الحسكة وثمانية مراكز عمليات في الرقة والمنبج. وقامت الولايات المتحدة ببناء خمسة قواعد جديدة ومراكز عمليات في سوريا منذ شهر تموز/يوليو 2017.

وفي 3 تشرين الثاني 2018 طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة الأمريكية بالالتزام بخارطة الطريق المتفق عليها بين واشنطن وأنقرة بشأن منبج السورية، في أقصر وقت ممكن، مشددا على أن بلاده تواصل المباحثات مع أمريكا بهذا الشأن.

وأضاف "ينبغي على أمريكا الالتزام بخارطة الطريق المتعلقة بمنبج (شمال شرقي محافظة حلب السورية) في أقصر وقت ممكن".

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس للصحفيين في تشرين الثاني 2018 في البنتاغون معلقا على بناء نقطتي مراقبة أمريكيتين شمال سوريا: "هذا تغيير، الآن ، نحن نضع مراكز مراقبة في عدة مواقع على طول الحدود الشمالية لسوريا لأننا نريد أن نخبر الأتراك ونحذرهم في حال حدوث أي شي من المنطقة التي نعمل بها".

وقال ماتيس إن هذه الخطوة تمت بالتشاور الوثيق مع تركيا، وهي حليف للناتو قامت بالعديد من العمليات الهجومية في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية للتعامل مع الجماعات المتشددة التي تقول إنها تشكل تهديدًا.

وقال ماتيس: "نحن لا نقول أن وحدات حماية الشعب هي نفسها حزب العمال الكردستاني"، وتابع: "وقوات سوريا الديمقراطية، التي فقدت الآلاف من قواتها بين قتيل وجريح، في محاربة "داعش" ، واجهت مشاكل بسبب عدم الاستقرار حول عفرين ومنبج [في شمال سوريا]، لذلك لم تكن مركزة بشكل كامل".

ثم تعمق الخلاف بين أمريكا وتركيا، وفي 12 كانون الأول قال أردوغان، خلال قمة الصناعات الدفاعية بأنقرة، بحضور مسؤولي وزارة الدفاع: "الولايات المتحدة ما زالت تراوغ في موضوع منبج، ولم نحصل على أي نتيجة هناك".

وتابع أردوغان: "يسعون إلى إنشاء ممر إرهابي على حدودنا، وشركاؤنا الاستراتيجيون، بمن فيهم الولايات المتحدة، يصرون على عدم الاعتراف بوحدات حماية الشعب كتنظيم إرهابي".

في سياق متصل، قال أردوغان إن "عمليتنا شرق الفرات تبدأ خلال يومين"، وأكد الرئيس التركي عزمه البدء بالعملية العسكرية في منطقة شرق الفرات، التي يسيطر عليها الأكراد شمال شرقي سوريا، خلال أيام.

وفي 29 تشرين الثاني أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيبحث مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، موضوع "منبج" السورية على هامش أعمال قمة العشرين بالأرجنتين.

وفي 20 كانون الأول 2018 قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن تركيز القوات المسلحة التركية منصب حاليا على منطقتي منبج وشرق الفرات شمالي سوريا، وتعمل بشكل مكثف في هذا الخصوص.

وأوضح أكار، في كلمة له أمام القوات التركية بقيادة القوات المشتركة القطرية التركية في العاصمة القطرية الدوحة، أن "ثمة حفر وأنفاق تم حفرها في منبج وشرق الفرات، "لكنها لن تقف حائلا أمام عزم تركيا القضاء على بؤر الإرهاب هناك"، وذلك وفقا لوكالة "الأناضول" التركية.

وبعد كل هذه التصريحات الأمريكية أرسلت دمشق رسائلها إلى جميع الأطراف، بأن الجيش السوري سيحرر منبج وإذا لم يتم تسليمها بالسلم، فستحصل مواجهة عسكرية.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد حذر القيادات الكردية في قسد أن الجيش السوري سيحرر شرق الفرات بالقوة إذا لم يسلموا مناطق سيطرتهم للجيش السوري.