ساعات تحسم منبج.. الجيش السوري يستعد للدخول... والأتراك يحشدون لاجتياجها
أرسل الجيش السوري وحداته القتالية إلى بلدة العريمة غرب منبج وانتشرت على حدود منبج الجنوبية، فيما تدور أنباء عن قرب الاتفاق مع فصائل "قسد" الكردية حول دخول الجيش السوري إلى منبج الاستراتيجية لمنع دخول القوات التركية مع فصائل المعارضة المسلحة، التي تحشد آلاف المقاتلين المدججين من أجل افتحام منبج.
وأكدت مصادر ميدانية وصول أرتال عسكرية كبيرة تتبع لوحدات الحرس الجمهوري والفرقة الأولى في الجيش السوري ، حيث انتشرت القوات في القرى والبلدات الجنوبية من مدنية منبج شمال سوريا.
وقالت المصادر أن وحدات الجيش السوري أرسلت القوات لتعزيز النقاط العسكرية لوحدات الجيش المتواجدة بالفعل بمحيط المدينة ، وذلك تحسبا ً لأي قرار يقضي بدخول منبج بعمل عسكري أو من خلال اتفاق قد يجري التوصل إليه مع قسد .
وانتشر مساء أمس مقطع فيديو، ظهرت فيه عشرات سيارات الدفع الرباعي وهي تحمل علم الجمهورية العربية السورية وعلى متنها جنود، ورافق الفيديو تسجيل صوتي يوضح أن هذه القوات هي «رتل قوات خاصة يستعد لدخول منبج».
وفي فيديو آخر ظهر الرتل ذاته وقبله مئات الجنود ومن خلفه عدة شاحنات على متنها دبابات للجيش، على حين أوضحت بعض المواقع الإلكترونية أن هذه الحشود تضم أيضاً قوات من الحرس الجمهوري ووحدات أخرى من الجيش، انتشرت أمس في القرى والبلدات الواقعة جنوب مدينة منبج.
بموازاة ذلك قال مصدر ميداني إن «حماية الشعب» استعدت بشكل جيد لمعركة شرق الفرات على طول الحدود السورية التركية، ولاسيما في المناطق التي حشد فيها الجيش التركي تعزيزاته مقابل مدينتي رأس العين وتل أبيض شمال الحسكة، وأشار إلى أنه ليس بمقدور أنقرة إحراز نصر عسكري «سهل وبيّن» خلال فترة وجيزة كما تتوقع وبأن «أبواب جهنم» ستفتح في وجه جيشها في حال قرر عبور الحدود السورية إلى مناطق سيطرتها مع «قسد».
وعمدت «قسد» إلى حفر أنفاق على طول حدود المناطق المنتخبة لشن هجمات برية من الجيش التركي وميليشياته المسلحة من «الجيش الوطني»، الذي أعلن وضع نفسه تحت تصرف الجيش التركي في عمليته العسكرية شرق الفرات.
على صعيد آخر قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تعليقها على قرار واشنطن سحب قواتها من سورية: «هناك مسألة مبدئية، من الذي ستنقل إليه السيطرة على المناطق التي يتركها الأميركيون؟ من الواضح، أن هذا الطرف يجب أن يكون الحكومة السورية، وهو ما يمليه القانون الدولي، والمشوار الذي قطعته سورية وشعبها»، وأضافت: «لكن حتى الآن ليس لدينا معلومات عن أي اتصالات بين واشنطن ودمشق حول ذلك».
وأعربت زاخاروفا عن ترحيب موسكو بإنهاء الوجود الأميركي في سورية، باعتباره من أهم معوقات عملية التسوية هناك، وأشارت إلى أن موسكو تتابع عن كثب الانسحاب الأميركي، لكنها ليست على اطلاع كامل على أسباب القرار الأميركي والجدول الزمني لخروج القوات الأميركية، فضلاً عما إذا كان ذلك سيؤدي إلى وقف ضربات «التحالف الدولي» للأراضي السورية.
التصريح الروسي يبدو أنه استدعى تحركاً تركياً سريعاً، حيث أفادت وكالة «الأناضول» بأن مسؤولين أتراكاً سيزورون روسيا يوم السبت القادم، وقال المتحدث باسم «العدالة والتنمية التركي» عمر تشيلك، إن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو والدفاع خلوصي آكار ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، إضافة إلى متحدث الرئاسة إبراهيم قالن، سيجرون زيارة إلى موسكو في 29 من الشهر الجاري.