بعد فشل قيرغستان التوفيق بين الهند وباكستان... هل يفعلها بوتين ؟
في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في بيشكيك، اتهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي باكستان بدعم الإرهاب ولم يكن لطيفاً أبداً مع عمران خان. فلا يزال الاستياء بعد تفجر شباط في كشمير قائماً.
أصبح بيشكيك في اليومين الماضيين، مركز السياسة العالمية. جمعت قمة منظمة شنغهاي للتعاون زعماء روسيا وبيلاروسيا والصين والهند وإيران وباكستان وأفغانستان ومنغوليا وجمهوريات آسيا الوسطى الأربع -كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان. وتمثل هذه البلدان مجتمعة نصف البشرية وحوالي ثلث الاقتصاد العالمي.
كانت القضية الرئيسية في القمة هي كيف سينظر رئيسا حكومتي الهند وباكستان لبعضهما البعض. قبل أربعة أشهر، كانت دولتان نوويتان على شفا الحرب. وبدأ التصعيد بأحداث 14 شباط، عندما فجر مهاجم انتحاري من جماعة جيش محمد الإسلامية 45 ضابط شرطة هندياً في مدينتي جامو وكشمير. وردت الهند بفرض عقوبات اقتصادية على باكستان وأغلقت المجال الجوي لها.
في 26 شباط، بدأ الهنود رحلة واسعة النطاق في الجزء الباكستاني من إقليم كشمير، حيث يختبئ الإرهابيون. 12 مقاتلة من نوع Mirage-200 قامت بإلقاء قنابل بوزن إجمالي قدره طن ودمروا معسكراً يضم 350 مقاتلاً. عبرت القوات الجوية الهندية خط السيطرة لأول مرة منذ الحرب الهندية الباكستانية الأخيرة عام 1971. وكانت ردود فعل باكستان قوية على انتهاك مجالها الجوي -حيث أسقطت مقاتلتين هنديتين، لكنها خسرت طائرة من طراز F-16.
جذور الصراع
إن المشكلة التي لم تحل في ولاية جامو وكشمير الهندية ذات الغالبية المسلمة تسهم في توترات بين البلدين. تشكلت المشكلة بعد انهيار الإمبراطورية البريطانية في عام 1947. ثم حاولت السلطات الباكستانية إدراج المنطقة في ملكيتها، لكن حاكم كشمير أعطى الأفضلية للهند. أسفر النزاع عن ثلاث حروب مدمرة في 1948و 1965 و1971، ونتيجة لذلك أصبح 40٪ من كشمير يتبع لباكستان، ونسبة 60٪ المتبقية للهند. منذ عام 1972، هناك خط ترسيم الحدود ولا تزال كشمير بالنسبة للهند مصدراً للانفصالية والإرهاب.
لباقة عمران خان
عشية وصول مودي إلى بيشكيك، اتخذ الباكستانيون بادرة حسن نية وفتحوا مجالهم الجوي للرحلة " رقم 1" من نيودلهي. لكن رئيس الوزراء الهندي غير مساره. بدأ التوتر في الظهور في اليوم الأول للقمة. لم يجتمع مودي ونظيره الباكستاني عمران خان، ولم يجريا محادثة، ولم يلقيا التحية على بعضهما البعض في مأدبة العشاء.
نيودلهي تتهم إسلام أباد برعاية جيش محمد، الذي يدعو إلى انفصال كشمير عن الهند. وينفي عمران خان دعم الإرهابيين ويدعو إلى إجراء تحقيق في الهجوم الإرهابي على الجنود الهنود.
بحضور بوتين
استمرت الاتهامات ضد الباكستانيين في اليوم الثاني للقمة. لكن في ظل وجود فلاديمير بوتين وغيره من قادة منظمة شنغهاي للتعاون، شعر مودي بالخجل من تسمية المتهم بالاسم.
وأعاد قادة منظمة شنغهاي للتعاون التأكيد على التزامهم بمكافحة "الشرور الثلاثة": الإرهاب والانفصالية والتطرف.
بالنظر إلى التاريخ العميق للمشكلة، من الصعب تصديق أن قمة واحدة يمكن أن تخفف من المشاكل المحيطة بكشمير التي تكثفت خلال الشهر الماضي. لكن يجب أن نشيد بكل من ناريندرا مودي وعمران خان، اللذين لم يتصافحا، لكنهما لم يتجاهلا الحدث في بيشكيك.
ستعقد القمة القادمة في تشيليابينسك. ربما بحلول ذلك الوقت سوف تهدأ المشاعر، وسيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادراً على التوفيق بين خصومه القدامى. الحفاظ على الاتصالات مع كل من الدولتين الآسيويتين مهم بالنسبة لروسيا. فالهند هي حليف روسيا التقليدي، ومشتري للأسلحة الروسية، ولا سيما S-400. تحتاج موسكو إلى إسلام أباد لحل تهديد أمن الحدود الجنوبية، وكما تهتم إسلام أباد بمنتجات المجمع الصناعي العسكري الروسي.