حول رد الفعل التركي السوري العراقي الإيراني على محاولة الانفصال الكردية
تعتبر فكرة انفصال إقليم كردستان العراق مرفوضة رفضا قاطعا ومطلقا من الحكومة العراقية المركزية ومن جميع الدول التي تحد شمال العراق وهي تركيا وسوريا وإيران، وهذا الرفض هو ليس رفض بمعنة التنديد أو الاستنكار بقدر ما هو رفض مدعوم بإجراءات واسعة النطاق ضد أي مشروع انفصالي كردي.
وبعد أن كرّر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني كما وزراء حكومته مقولة، الاستفتاء أصبح وراءنا ولا يمكن التفاوض على ما تمّ وانتهى، فتعالوا نتفاوض على ما بعده، جاء الردّ العالي السقف من أنقرة التي رفضت كلّ تفاوض قبل إعلان إلغاء الاستفتاء ونتائجه واعتباره كأنه لم يكن، فيما هدّد الرئيس التركي بالمجاعة لكردستان إذا بقي العناد لدى القيادة الكردية، قائلاً ماذا ستفعلون عندما تتوقف الشاحنات من العبور، وعدنما نوقف ضخّ النفط سيكون كلّ شيء قد انتهى، واعداً بأنّ خطوات العقاب والحصار ستنفذ تباعاً، بينما أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أنّ مهل التفاوض سقطت بإجراء الاستفتاء، والآن مهل تسليم عهدة الحكومة العراقية معلناً عن مهلة اثنتين وسبعين ساعة لتسليم المعابر الحدودية والمطارات في كردستان، طالباً من الجيش العراقي والقوات المسلحة الانتشار في كركوك والمناطق المتنازع عليها.
وأعلن «مركز العلاقات والإعلام الدفاعي» في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أمس، أن رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال خصولي آكار، سيزور طهران على رأس وفد عسكري رفيع المستوى الأسبوع المقبل. وسيجري الوفد سلسلة لقاءات مع عددٍ من المسؤولين الإيرانيين، يتوقّع أن يبحث فيها الطرفان «التوافقات التي حصلت بين البلدين في أنقرة في إطار خطّةٍ تنفيذية».
وجاء في البيان أن الوفد يضم عدداً من المسؤولين العسكريين، رداً للزيارة التي أجراها الوفد العسكري الإيراني برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة العميد محمد باقري، لتركيا أخيراً.
وتزامن ردّ الزيارة ــ بالتوقيت، مع إجراء أربيل استفتاء الانفصال عن العراق، وإطلاق أنقرة وبغداد مناورات مشتركة في المنطقة الحدودية، بالتوازي مع مناورات أخرى تجريها طهران شمال غربي إيران، في خطوةٍ تحذيرية تعبّر عن رفض العواصم الثلاث لخطوة أنقرة الانفصالية.