حول رد الفعل التركي السوري العراقي الإيراني على محاولة الانفصال الكردية

27.09.2017

تعتبر فكرة انفصال إقليم كردستان العراق مرفوضة رفضا قاطعا ومطلقا من الحكومة العراقية المركزية ومن جميع الدول التي تحد شمال العراق وهي تركيا وسوريا وإيران، وهذا الرفض هو ليس رفض بمعنة التنديد أو الاستنكار بقدر ما هو رفض مدعوم بإجراءات واسعة النطاق ضد أي مشروع انفصالي كردي.

 وبعد أن كرّر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني كما وزراء حكومته مقولة، الاستفتاء أصبح وراءنا ولا يمكن التفاوض على ما تمّ وانتهى، فتعالوا نتفاوض على ما بعده، جاء الردّ العالي السقف من أنقرة التي رفضت كلّ تفاوض قبل إعلان إلغاء الاستفتاء ونتائجه واعتباره كأنه لم يكن، فيما هدّد الرئيس التركي بالمجاعة لكردستان إذا بقي العناد لدى القيادة الكردية، قائلاً ماذا ستفعلون عندما تتوقف الشاحنات من العبور، وعدنما نوقف ضخّ النفط سيكون كلّ شيء قد انتهى، واعداً بأنّ خطوات العقاب والحصار ستنفذ تباعاً، بينما أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أنّ مهل التفاوض سقطت بإجراء الاستفتاء، والآن مهل تسليم عهدة الحكومة العراقية معلناً عن مهلة اثنتين وسبعين ساعة لتسليم المعابر الحدودية والمطارات في كردستان، طالباً من الجيش العراقي والقوات المسلحة الانتشار في كركوك والمناطق المتنازع عليها.

وأعلن «مركز العلاقات والإعلام الدفاعي» في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أمس، أن رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال خصولي آكار، سيزور طهران على رأس وفد عسكري رفيع المستوى الأسبوع المقبل. وسيجري الوفد سلسلة لقاءات مع عددٍ من المسؤولين الإيرانيين، يتوقّع أن يبحث فيها الطرفان «التوافقات التي حصلت بين البلدين في أنقرة في إطار خطّةٍ تنفيذية».

وجاء في البيان أن الوفد يضم عدداً من المسؤولين العسكريين، رداً للزيارة التي أجراها الوفد العسكري الإيراني برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة العميد محمد باقري، لتركيا أخيراً.
وتزامن ردّ الزيارة ــ بالتوقيت، مع إجراء أربيل استفتاء الانفصال عن العراق، وإطلاق أنقرة وبغداد مناورات مشتركة في المنطقة الحدودية، بالتوازي مع مناورات أخرى تجريها طهران شمال غربي إيران، في خطوةٍ تحذيرية تعبّر عن رفض العواصم الثلاث لخطوة أنقرة الانفصالية.

بالنسبة للموقف السوري من الانفصال الكردي

ترفض سوريا أي مشروع أو فكرة حول الانفصال الكردي إن كان في العراق أو في الشمال السوري، ويتصف الشمال السوري بانخفاض نسبة الأكراد بالنسبة للعرب مقارنة بكل من شمال العراق وجنوب شرق تركيا، ولهذا السبب تنعدم فرصة قيام كيان كردي في الشمال السوري هذا بالإضافة إلى القوة المركزية التي تتصف بها الحكومة السورية وتأثيرها على الشمال السوري نظرا لقوة الجيش السوري.

وتريد دمشق إعادة الاستقرار إلى الشمال السوري من خلال القوات الحكومية السورية وليس من قبل أي ميليشيات أخرى، بانتظار قادم الايام لتحديد طريقة دخول القوات الحكومية السورية إلى الرقة وباقي شمال شرق سوريا أي المناطق التي تسيطر عليها الآن قوات "قسد" الكردية المدعومة أمريكيا.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم غن “القواعد العسكرية الأمريكية هي قواعد مؤقتة وليست ثابتة بدليل ما جرى في التنف كما أن روسيا تعتقد أن موضوع الأكراد هو موضوع داخلي سوري وأن الحكومة السورية من خلال الحوار المستقبلي مع هذه الشريحة من الشعب السوري قادرة على حل هذه المسألة”.

وأشار المعلم إلى أن هناك دروسا في التاريخ تؤكد أن الولايات المتحدة كانت دائما تتخلى عن حلفائها من أجل مصالحها الذاتية ولذلك لا توجد نقطة قلق من هذه المسألة.

وبما يخص الاستفتاء لانفصال شمال العراق جدد الوزير المعلم التأكيد بأن أي خطوة باتجاه تجزئة العراق مرفوضة وغير مقبولة لافتا إلى أن سورية تعترف بعراق موحد وتقيم أفضل العلاقات معه وأن أفضل سبيل في المرحلة القادمة هو التعايش بين مختلف مكونات الشعب العراقي حتى يعود العراق إلى دوره الطليعي.

وتابع المعلم “إن ما يجري اليوم سواء في إقليم كردستان أو شمال سورية هو نتيجة أخطاء السياسة الدولية التي سعت بكل ما تستطيع من أجل دعم تنظيمات إرهابية لإضعاف الحكومة المركزية وعندما لم تحقق أهدافها أبرزت الموضوع الكردي بشكل واضح” وقال “صحيح أن أولويتنا في سورية والعراق هي القضاء على داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى لكن لن نقبل بهجوم دولي يقتطع أي جزء من العراق”.